(4) وإذا عرضنا قصة الإمام المهدي عليه السلام بجميع مفرداتها وشؤونها على ضوء البحوث الفلسفية لوجدناها ضرورية لا غنى عن الالتزام والإيمان بها لأن لله تعالى فيضا متصلا ومستمرا على عباده لا ينقطع ولا يتخلف فقد أفاض عليهم الوجود بعد العدم وخلقهم بأحسن تقويم وفضلهم على كثير من خلق تفضيلا وأمر ملائكته بالسجود لأبيهم آدم وسخر لهم الشمس والقمر وأمدهم بجميع ما يحتاجون إليه.
وإن من عظيم عنايته وألطافه تعالى على عباده انتشالهم من الضلالة والضياع فقد بعث إليهم أنبياءه العظام كإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم في وقت كانت البشرية غارقة في الآثام والموبقات يقول الله تعالى * (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) * (1) ووصف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الظروف العصيبة التي رافقت بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وآله بقوله: " أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم.
وانتقاض من المبرم، وانتشار من الأمور وتلظ من الحروب والدنيا كاسفة النور ظاهرة الغرور على حين اصفرار من ورقها واياس من ثمرها... " (2).
وكذلك يكون خروج الإمام قائم آل محمد عليه السلام في الظروف العصيبة التي تجتازها الإنسانية وهي مروعة بالويلات والكوارث فينقذها الله بالمصلح العظيم الذي يشيع في أرجائها الأمن والرخاء وينشر العدل والمساواة وغيرها من القيم الكريمة التي تتطلع إليها الإنسانية.
(5) وموضوع الإمام المنتظر عليه السلام بجميع شؤونه ولادة واختفاء