الإمام المنتظر عليه السلام فقد بحث من جميع جوانبه ووجهاته على ضوء الكتاب والسنة وقد انبرى جمع حاشد من العلماء إلى التأليف في شؤونه وعلامات ظهوره ومن الجدير بالذكر أن الذين ألفوا فيه من علماء السنة أكثر من علماء الشيعة وسنذكر في مضان هذا الكتاب قائمة بأسماء بعض تلك الكتب التي تزيد على خمسين كتابا حتى صار التشكيك في أمره شكا في البديهيات التي لا يقر التشكيك فيها العقل ولا العرف.
وعلى أية حال فإن من سخف القول وضحالة الفكر إنكار الإمام المهدي عليه السلام وأما جحود (ابن خلدون) و (المجوسي الكسروي)، و (أحمد أمين المصري)، فإنما هو لعدائهم الآثم وحقدهم البالغ لأئمة أهل البيت عليهم السلام فقد تحاملوا عليهم في جميع ما كتبوه عنهم وقد استخف بهم القراء ولم يعد لما كتبوه عنهم أي وزن علمي بها.
(7) واتهمت الشيعة في غير إنصاف وألصقت بها أكاذيب سخيفة في شأن عقيدتها بالإمام المنتظر عليه السلام فقد قالوا: " إنها تعتقد أن الإمام غاب في السرداب الكائن في بيته في (سامراء) وأنهم يتوقعون خروجه منه ". وقالوا:
أيضا: " إنهم يأتون إلى سرداب خاص في بابل يترقبون خروجه منه إلى غير ذلك في سخف القول وأباطيله.
إن عقيدة الشيعة في الإمام المنتظر عليه السلام بل وفي غيره من مجالاتها العقائدية نقية مشرقة كالشمس مشتقة من صميم الإسلام ومأخوذة من أئمة الهدى الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ولم تؤخذ والحمد لله - من كذاب ووضاع ومنحرف عن دينه وليس في جميع بنودها شذوذ ولا انحراف ولا خروج من سنن الكون ونواميس الطبيعة وهي تواكب المنطق والفطرة وتساير المجتمعات الإنسانية في جميع عصورها.
إن الشيعة تعتقد بأن الإمام سلام الله عليه قد غاب عن أبصار