وظهورا يشبه أنبياء الله العظام دعاة الإصلاح الاجتماعي في الأرض فهو يشبه نبي الله موسى بن عمران عليه السلام في خفاء حمله وولادته فقد وضع الطاغية فرعون الرقباء من النساء على كل مولود يولد في مملكته فإن كان ذكرا أمر بقتله وإن كان أنثى عفا عنها لأن الكهنة قد أخبروه بزوال ملكه على يد فتى يولد في ذلك العصر وكذلك الإمام المنتظر عليه السلام فقد أخفى الله حمله وولادته خوفا عليه من طغاة بني العباس فقد أحاطوا دار أبيه الإمام العسكري عليه السلام بقوى مكثفة من الأمن نساء ورجالا للتعرف على ولادة وليده الإمام المنتظر الذي بشر به النبي (ص) بأنه آخر خلفائه فقد أيقن العباسيون بزوال ملكهم على يده فحالوا جاهدين إلقاء القبض عليه وقتله كما قتلوا آباءه من قبل.
وكذلك شابه الإمام المنتظر عليه السلام السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام في نطقه بعد ولادته فقد أشارت إليه السيدة أمه أن يكلم القوم الذين أحاطوا بها بعد ولادته، فأنطقه الله قائلا * (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) * (1) وكذلك الإمام المنتظر بعد ولادته تلا الآية الكريمة * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) * (2).
وكما شابههم في هذه الظواهر الكريمة فقد شابههم فيما هو أهم منها وهي قيامه بتغيير الأوضاع الاجتماعية وبلورة الفكر الإنساني وتدميره للظلم والطغيان إنه يقوم بالدور نفسه الذي قام به أنبياء الله عليهم السلام ويحطم الجور ويقضي على الظلم ويبسط العدل والحق والإخاء بين الناس.
(6) لا أعتقد أن بحثا من البحوث الإسلامية قد نال اهتمام العلماء كموضوع