كذلك لا يعقل أن يكون خليفة عن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإماما لأمته، وأوضح منه استحالة تقديمه على الهادي الذي نصبه الله تعالى هاديا لأمته، ومرجعا لأخذ العلم منه، والحكم بافتراض طاعته على الذي أمره الله تعالى بالرجوع إليه، والاهتداء به.
فإن قلت: الآية الكريمة إنما تدل على استحقاقهم الخلافة والإمامة، لا اختصاصها بهم، لجواز أن يكون المقدمون على علي أمير المؤمنين عليه السلام متصفين بصفات أهل الذكر، فيستحقونها أيضا.
قلت: عدم اتصافهم بصفات أهل الذكر واضح بين لرجوعهم في كثير من المسائل التي عجزوا عن حلها إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، كما هو مذكور في كتب الفريقين، (1) فهم مندرجون تحت المأمورين بالسؤال عن أهل الذكر، فكيف يستحقون الخلافة، فضلا عن استحقاقهم التقدم؟