المتواترة من الجانبين، تبين لك اختصاص الإمامة بهم، إذ لم تثبت العصمة لغيرهم من الأمة ولم يدعها أحد منهم، والإمامة تدور مدار العصمة، لأنها عبارة عن الرئاسة العامة في أمور الدين والدنيا، وما هذا شأنه لا يجوز أن يتقلده غير معصوم من الرجس والزلل.
ولو قيل بعدم اعتبار العصمة في تقلد الإمامة في حد نفسه كما يقوله العامة، فاختصاصهم عليهم السلام بها ثابت أيضا، إذ لا يعقل أن يكون من يتطرق إليه الرجس والزلل مرجعا وملاذا وإماما مفترض الطاعة لمن عصمه الله من الرجس والزلل وطهره تطهيرا، والقول بجوازه مخالفة لضرورة حكم العقل، ولا يجوز أن يقال المعصوم حينئذ إمام لنفسه، ولا يكون مأموما، ولا إماما للأمة لعدم التزام الخصم به، وبطلانه في حد نفسه، ضرورة أن الشخص لا يخلو من أن يكون مطاعا أو مطيعا، وخلوه عنهما مستلزم للفساد.