ومما يوضح لك أيضا أن الوصاية والخلافة في المقام عبارة عن الإمامة، قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ويقضي ديني - بعد قوله - وخليفتي في أهلي، لأن تعهد قضاء دين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من لوازم الخلافة عن مقام الرسالة الراجعة إلى ولاء الإمامة، التي لها طرفان: الغنم والغرم.
وأما الخلافة عن الميت، لا من جهة الإمامة فلا تقتضي إلا تلقي المال عن الميت، وأما دينه فإنما هو على عهدة تركته لو كانت، بل تصدير الجزاء بقوله: يكون وليي، وعطف وصيي وخليفتي في أهلي عليه صريح في ولاء الإمامة، وأن المراد وليي من قبلي كما لا يخفى. بل يستفاد من الرواية الثانية التي أوردها الثعلبي في تفسيره: أن خليفة كل نبي لا يكون إلا من أهله.
وكيف كان فالروايات المفسرة للآية الكريمة دالة على النص على خلافة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم وإمامته عليه السلام وعدول أكثر الناس عن نص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والبيعة مع غيره لا يوجب بطلان النص، ونسخ حكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما هو ظاهر.