ثم انتقل إلى ما لا يلائمه وقال:
كل يوم تبدي صروف الليالي * خلقا من أبي سعيد غريبا ومن الاقتضاب ما يقرب التخلص، وله موارد:
أحدها: إتيان " أما بعد " عقيب حمد الله تبارك وتعالى من جهة الانتقال من الحمد والثناء إلى كلام آخر من غير ملائمة لكنه يشبه التخلص حيث لم يؤت بالكلام الآخر فجأة من غير قصد إلى ارتباط وتعليق بما قبله بل قصد نوع الربط على معنى " مهما يكن من شيء بعد الحمد والثناء فإنه كان كذا وكذا ".
ثانيها: ما يكون بلفظ " هذا "، كما في قوله تعالى بعد ذكر أهل الجنة (هذا وإن للطاغين لشر مآب) (1)، فهو اقتضاب فيه نوع مناسبة وارتباط لأن الواو للحال (2)، ولفظ " هذا " إما خبر مبتدأ محذوف أي " الأمر هذا "، أو مبتدأ محذوف الخبر أي " هذا كما ذكر "، ولكن ذكر الخبر في مثل (هذا ذكر) (3) يرجح كونه مبتدأ.
ثالثها: قول الكاتب " هذا باب " عند الانتقال من حديث إلى آخر، فإن فيه نوع ارتباط حيث لم يبتدئ بغتة.
3 - الانتهاء فإنه آخر ما يعيه السمع ويرتسم في النفس، فإن كان حسنا مختارا تلقاه السمع واستلذه حتى جبر ما وقع فيما سبقه من التقصير، وإلا كان على العكس حتى ربما أنساه المحاسن الواردة فيما سبق. فالانتهاء الحسن نحو المصرع الآخر من هذين البيتين: