وفي التهذيب: يجعل فيها اللبن الممخوض.
قال الأزهري: والعرب لا تعرف النحي غير الزق، والذي قاله الليث إنه الجرة يمخض فيها اللبن غير صحيح (1).
والنحي: نوع من الرطب؛ عن كراع.
والنحي سهم عريض النصل الذي إذا أردت أن ترمي به اضطجعت له حتى ترسله؛ ج أنحاء ونحي، كعتي، ونحاء، بالكسر؛ واقتصر الجوهري على الأول، ونقله عن أبي عبيدة.
ونحى (*) اللبن ينحيه وينحاه: مخضه.
ونحى الشيء ينحاه نحيا: أزاله؛ كنحاه، بالتشديد، فتنحى.
وقال الأزهري: نحيته فتنحى، وفي لغة نحيته نحيا بمعناه؛ وأنشد:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه * بشيء نحته عن يديك المقادر (2) أي باعدته.
واقتصر الجوهري على المشدد؛ وأنشد للجعدي:
أمر ونحي عن زوره * كتنحية القتب المجلب (3) ونحى بصره إليه: صرفه، نقله الجوهري.
والناحية والناحاة: الجانب المتنحى عن القرار؛ الثانية لغة في الأولى كالناصاة في الناصية، والجمع النواحي؛ وقول عتي بن مالك:
لقد صبرت حنيفة صبر قوم * كرام تحت أظلال النواحي (4) أي نواحي السيوف.
وقال الكسائي: أراد النوائح فقلب، يعني الرايات المتقابلات. ويقال: الجبلان يتناوحان إذا كانا متقابلين؛ كما في الصحاح.
وإبل نحي، كغني متنحية؛ عن ابن الأعرابي، وأنشد:
ظل وظلت عصبا نحيا * مثل النجي استبرز النجيا والمنحاة: المسيل الملتوي من الماء؛ عن ابن الأعرابي؛ والجمع المناحي.
[طريق السانية] (5)؛ وأنشد:
وفي أيمانهم بيض رقاق * كباقي السيل أصبح في المناحي (6) وأهل المنحاة: القوم البعداء الذين ليسوا بأقارب، نقله الجوهري عن الأموي.
والمنحاة، بالضم: القوس الضخمة أي من أسمائها، نقله الصاغاني.
وأيضا: العظيمة السنام من الإبل؛ نقله الصاغاني.
وأنحى له السلاح: ضربه به، أو طعنه، أو رماه. ويقال: أنحى له بسهم أو غيره.
وانتحى في الشيء: جد؛ كانتحاء الفرس في جريه؛ عن الليث.
وقيل: انتحى في الشيء: اعتمد عليه.
ومن المجاز: هو نحية القوارع، كغنية، أي الشدائد تنتحيه، والجمع نحايا؛ قال الشاعر:
نحية أحزان جرت من جفونه * نضاضة دمع مثل ما دمع الوشل (7)