فقال: التمس بيدك فما وجدت من شيء فادفعه إلي، فإذا أنا بخبز منتشر، فجعلت أدفع إليه ما وجدت فإذا أنا بجراب من خبز. فقلت: جعلت فداك احمله علي عنك. فقال: لا، أنا أولى به منك، ولكن امض معي، فأتينا ظلة بني ساعدة، فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم حتى أتى على آخرهم، ثم انصرفنا.
فقلت: جعلت فداك، يعرف هؤلاء الحق؟ فقال: لو عرفوا لواسيناهم بالدقة... ".
وعن الفضل بن أبي قرة قال: " كان أبو عبد الله (عليه السلام) يبسط رداءه وفيه صرر الدنانير، فيقول للرسول: اذهب بها إلى فلان وفلان من أهل بيته، وقل لهم:
هذه بعث بها إليكم من العراق، فيذهب بها الرسول إليهم فيقول ما قال، فيقولون:
أما أنت فجزاك الله خيرا بصلتك قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأما جعفر فحكم الله بيننا وبينه، قال: فيخر أبو عبد الله (عليه السلام) ساجدا ويقول: اللهم أذل رقبتي لولد أبي... ".
وعن أبي جعفر الهيثمي، قال: " أعطاني الصادق صرة فقال لي: ادفعها إلى رجل من بني هاشم، ولا تعلمه أني أعطيتك شيئا، قال: فأتيته، فقال:
جزاه الله خيرا، ما يزال كل حين يبعث بها، فنعيش به إلى قابل، ولكن لا يصلني بدرهم في كثرة ماله... ".
وعن هشام بن سالم قال: " كان أبو عبد الله إذا اعتم وذهب من الليل شطره، أخذ جرابا فيه خبز ولحم والدراهم، فحمله على عنقه ثم ذهب إلى أهل الحاجة من أهل المدينة، فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلما مضى أبو عبد الله، فقدوا ذلك فعلموا أنه كان أبو عبد الله (عليه السلام)... ".