" الصادق جعفر "، وكذلك كنيته - بأبي عبد الله - صارت كالاسم له، يستغنى بها عن اسمه ولقبه لا سيما في الأحاديث، ويلقب أيضا بالفاضل، والقائم، والكامل، والمنجي، وغيرها.
ويكنى أبا عبد الله، وأبا إسماعيل، وأبا إسحاق، وأبا موسى، والكنية الأولى هي أشهر كناه، وأكثرها ورودا في الروايات والأحاديث.
ولعل ذكره بغير هذه الكنية كان بدافع التقية، فالظروف ما كانت تسمح بالتصريح باسم الإمام الصادق وكنيته المشهورة، ولهذا السبب كان البعض يستعمل الكنى غير المشهور بها رعاية للظروف.
نبوغه وذكائه:
كان الإمام الصادق (عليه السلام) نابغة زمانه، وآية من آيات الذكاء في سنيه المبكرة من صباه، فلم يجاريه أحد بمثل سنه على امتداد الزمن، وقد كان يحضر دروس أبيه وهو يافع لم يتجاوز عمره الشريف ثلاث سنين، وقد فاق بتلقيه لدروس أبيه جميع تلاميذه من كبار العلماء والرواة، مما أدهش الوليد بن عبد الملك عندما زار المدينة المنورة ووقف على حوزة أبيه الإمام الباقر (عليه السلام) واستيعاب الإمام الصادق ما يلقيه أبوه من دروس، ومناقشته.
ومن الجدير بالذكر أن دروس الإمام الباقر (عليه السلام) وبحوثه لم تقتصر على علم الحديث، والفقه، والتفسير فحسب، وإنما شملت جميع أنواع العلوم، من فلسفة، وطب، وعلم الكيمياء، وعلم النجوم والجغرافيا، والفلك وغيرها. وقد ألم بها الإمام الصادق (عليه السلام) إلماما كاملا، ومما يدل على ذلك ما نقله الرواة أن الوليد بن عبد الملك عندما زار المسجد النبوي بصحبة عامله على المدينة عمر بن عبد العزيز،