هذا كتاب أبي عبد الله (عليه السلام)، فقبله ووضعه على عينيه. ثم قال: ما حاجتك؟
فقال: علي خراج في ديوانك. قال له: كم هو؟ قال: هو عشرة آلاف درهم.
قال: فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه، ثم أخرج مثله فأمره (1) أن يثبتها له لقابل.
ثم قال له: هل سررتك؟ قال: نعم (2). قال: فأمر له بعشرة آلاف درهم أخرى، فقال له: هل سررتك؟ فقال: نعم جعلت فداك. فأمر له بمركب، ثم أمر له بجارية وغلام وتخت ثياب (3)، في كل ذلك يقول: هل سررتك؟ فكلما قال: نعم، زاده حتى فرغ، فقال له: إحمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي (4) فيه وارفع إلي جميع حوائجك، قال: ففعل، وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد الله (عليه السلام) بعد ذلك فحدثه بالحديث على جهته، فجعل يستبشر بما فعله، قال له الرجل: يا ابن رسول الله، كأنه قد سرك ما فعل بي، قال: إي والله، لقد سر الله ورسوله (5).
كتاب آخر له (عليه السلام) إليه:
ومن ذلك ما في كتاب " عدة الداعي ونجاح الساعي " للشيخ التقي