الفصل الأول ملامح شخصية الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) الأسرة الكريمة:
الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) من أسرة كريمة، هي من أشرف وأسمى أسرة في دنيا العرب والإسلام، تلك الأسرة التي أنجبت خاتم النبيين وسيد المرسلين، محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنجبت عظماء الأمة من الأئمة، وأعلام العلماء، وهي على امتداد التأريخ لا تزال مهوى أفئدة المسلمين وغيرهم، ومهبط الوحي والإلهام، ومبعث منهج الحق الذي تماوج في بطاح البيداء، وأودية الجبال وسفوح الروابي، فكان نورا على شاطئ السلام من مطلع الشمس حتى مغربها، تلك الأسرة التي كان يقودها سيد العرب عبد المطلب بن هاشم، حيث قال:
لا ينزل المجد إلا في منازلنا * كالنوم ليس له مأوى سوى المقل وكما قال شاعر العرب - الفرزدق -:
من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالمجد من بيت هذا ناله الأمم من هذه الأسرة التي أغناها الله بفضله، تفرع عملاق هذه الأمة، ومؤسس نهضتها الفكرية والعلمية، الإمام الصادق (عليه السلام)، وقد ورث من عظماء أسرته خصالهم العظيمة، وسجاياهم السنية، فكانت صفاته الحميدة ملء فم الدنيا.