وأما على أن يكون المراد بهما الفرد والأفراد - كما فهمه الفاضل المذكور - فتوضيحه:
أن المراد بالمرة حينئذ الفرد الواحد، وبالتكرار الأفراد المتعددة، ولا ريب أن هذين القيدين - أي الوحدة والتعدد - لم يلاحظ شيء منهما في تلك المسألة على القول بكون متعلق الأوامر هو الفرد، بل النظر هناك مقصور في هذا الفرد، أو الطبيعة المقابلة له مع قطع النظر عن ملاحظة كميته مطلقا، سواء كان فردا أو طبيعة، فافهم جيدا.
الثالث [1]: الظاهر أن المراد بالمرة هي الدفعة، نظرا إلى ظهور لفظ المرة فيها عند الإطلاق، فعلى هذا فالمتصف بها إنما هو نفس الأفعال المأمور بها بمعانيها المصدرية، أي إيجاد الحركات والسكنات، فإن الدفعة إنما هي صفة للإيجاد [2]، لا للأثر الحاصل منه، فيكون المتصف بها المبادي المعروضة للصيغة بمعانيها المصدرية، لكونها بهذا الاعتبار من مقولة الإيجاد، لا الآثار الحاصلة من تلك المبادي، وهي ما يقال لها: الحاصل من المصدر.