وبالتكرار حصولات ووجودات متعددة له متعاقبة إلى [ما] أمكن، فإن الذي أبطلنا إنما هو كون المراد بالأول مجرد الدفعة ولو بإيجادات متعددة متقارنة، وبالثاني مجرد تعدد الإيجاد من دون التعاقب، فلذلك قيدنا المراد بالأول بكون الدفعة باعتبار إيجاد واحد، بل حقيقة يخرج هذا عن حقيقة الدفعة في صورة حصول إيجادات متقارنة، فإن المتصف بها حينئذ حقيقة هو المجموع لا الواحد.
وكيف كان، فبنينا على أن المراد بالمرة هو الإيجاد الواحد، وأن المراد بالتكرار الإيجادات المتعاقبة، لكن لا يأبى كلماتهم عن جعل المرة عبارة عن وجود واحد للمأمور به ولو كان الإيجاد واحدا والوجود متعددا مقارنا.
بل يظهر من جعل الثمرة بين القول بالمرة والقول بالقدر المشترك فيما إذا قال المأمور بالعتق لعبيده: (أنتم أحرار لوجه الله) أن المراد بالمرة ذلك، إذ لا ريب أن الإيجاد حينئذ واحد، والمتعدد إنما هو العتق لا إيجاده، فإنه بالنسبة إلى كل واحد من العبيد له وجود، وكل واحد من تلك الأعتاق فرد من العتق.
ووجه ظهور ذلك فيما قلنا: أنهم قالوا: إنه على القول بالمرة فالمأمور به عتق واحد من العبيد، فيستخرج بالقرعة، فلو كان المرة عبارة عن إيجاد واحد لكان عتق الجميع مصداقا للمرة، فلم يتم الفرق بين القولين من هذه الجهة، فعلى هذا فيجعل التكرار - أيضا - عبارة عن وجودات متعددة متعاقبة على النحو المذكور، فعلى هذا فيكون جزء التكرار واحدا من وجودات متعددة متقارنة لو أوجدها في آن واحد لا جميعهم، فيكون هو المتصف بالوجوب ولو تبعا، لا الجميع، فافهم.
الرابع ():
الظاهر المصرح في كلام بعضهم - كما أشرنا إليه - هو أن مراد القائل بالتكرار ليس وجوب استيعاب جميع الأوقات بالاشتغال بالفعل