الثانية ():
عدوا من معاني صيغة الأمر الإرشاد، ومن المعلوم أنه قد يقع بطريق الحتم، وقد يقع على غير وجه الحتم.
وكيف كان فهل هو من مقولة الإخبار - أعني الإخبار بأن الأمر الفلاني الذي أرشد إليه بالصيغة فيه المصلحة، فيكون قول الطبيب للمريض: اشرب السقمونيا بمنزلة قوله: السقمونيا نافع ومصلح - أو أنه من مقولة الإنشاء؟ وعلى الثاني - فهل هو من مقولة الإيقاع، أو الطلب؟ وعلى ثانيهما - فهل هو مغاير للوجوب ومباين له بحسب الحقيقة فيما إذا كان بطريق الحتم، وللندب كذلك إذا لم يكن بطريق الحتم والإلزام، أو أنه متحد في الصورة الأولى للأول، بحسب الحقيقة، وفي الثانية للثاني كذلك، وإنما يغايرهما بالأمور الخارجية، ويكون هو والوجوب والندب من الأفراد المتماثلة المتحدة بحسب الحقيقة، المختلفة بالخصوصيات الخارجية كأفراد إنسان وفرس وغير ذلك وأصنافها؟ الظاهر الأخير، أعني كونه طلبا ومتحدا [مع] الوجوب () والندب في الحقيقة.
أما الأول: فلظهور أنك إذا سئلت عن طريق بغداد - مثلا - فقلت:
(اذهب من هذا الطريق) ليس قصدك الإخبار بهذا اللفظ عن قيام مصلحة