من الله تعالى بشيء لغرض وغاية من الغايات إلا لغاية العبادة، فحينئذ يكون النظر في الكلام بقرينة حذف المفعول به إلى جهة الصدور لا الوقوع، ويكون الغرض انحصار صدور الأمر منه تعالى إليهم فيما يكون الغاية منه العبادة من غير نظر إلى المفعول به حتى يرد ما ذكر، فحينئذ فمقتضى اشتراكنا معهم () في هذا الحكم عدم توجه أمر من الله تعالى إلينا إلا لغرض العبادة، فيتم المطلوب.
وبالجملة: قوله تعالى -: وما أمروا بملاحظة حذف المفعول به - وهو المأمور به - من قبيل قول القائل: (زيد يعطي أو يمنع) بحذف المفعول به فيهما من جهة كون النظر فيه كما في المثال إلى جهة الصدور هذا.
أقول: الإنصاف اندفاعه أيضا بناء على كون المفعول به أيضا مذكورا بجعله إياه مدخول اللام، فإن معنى الآية على هذا انحصار المأمور به في شريعتهم في العبادة، ومقتضى اشتراكنا معهم () انحصاره في شريعتنا أيضا فيها، فيتم المطلوب.
وكيف كان - وبعد الإغماض عن وجوه الإيراد على الاستدلال المتقدمة وتسليم دلالتها على اعتبار قصد القربة في المأمور به في شريعتهم - لا وجه لذلك الإيراد. هذا.
ومنها: قوله تعالى: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ().
وجه الدلالة: أنه تدل على وجوب إطاعة الله - سبحانه وتعالى - وهي لا تكون إلا بالإتيان بما أمر به بقصد القربة، فيكون المراد وجوب الإتيان بما أمر