سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب، محجوب واستتر بغير ستر مستور، لا إله إلا هو الكبير المتعال.) (1) 13 - عن عيسى بن أبي منصور قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام انا وابن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة فقال ابتداء منه: (يا ابن [ظ: أبي] يعفور! قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ست خصال من كن فيه، كان بين يدي الله عز وجل وعن يمين الله.) وساق الحديث إلى أن قال: (... فمن كان هكذا كان بين يدي الله عز وجل، فيستضئ بنورهم من هو أسفل منهم، وأما الذين عن يمين الله فلو أنهم يراهم من دونهم، لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم.) فقال ابن أبي يعفور: (وما لهم لا يرون، وهم عن يمين الله؟) فقال: (يا ابن أبي يعفور! إنهم محجوبون بنور الله.) (2) الحديث 14 - في دعاء أبي حمزة الثمالي: (وأن الراحل إليك قريب المسافة، وأنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك.) (3) أقول: إن الآيات والأحاديث التي أوردناها ذيل هذه الفقرة من الحديث كلها مشيرة إلى معنى القرب، وإن لم يصرح بلفظه في أكثرها.
ويستفاد من جميعها أنه لا يراد من التقرب إلى الله تعالى، (القرب الزماني والمكاني)، بمعنى أن الحق في جهة والعبد في جهة أخرى على حدة منه، وإذا عمل عملا صالحا تقرب إليه سبحانه بعد ما كان في معزل عنه. تعالى الله عن ذلك، بل معنى (التقرب إليه تعالى)، أن العبد لما صار بارتكاب المعاصي أو التوجه إلى عالم الطبيعة محجوبا عن شهود حقيقة العالم التي هي معه، وهو الله الذي أحاط به وملأ شراشر