أصحابه جماعة، وانفلت زحر بن قيس وبه ثمانون طعنة وضربة واحدة وأنه ليحمل في القطن، ثم وجه إليه بعتاب بن ورقاء التميمي (1) فقتله شبيب وهزم أصحابه، ثم وجه إليه بالطهمان مولى آل بني معيط فقتله شبيب، فوجه إليه الحجاج بمولى له يقال له أبو الورد فقتله شبيب، ثم وجه إليه بزياد بن عمرو العتكي (2) فهزمه شبيب وقتل عامة أصحابه، ثم وجه إليه محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله (3) فقتله شبيب، ثم وجه إليه برجل يقال له الطرس (4) مولى بني تميم فقتله شبيب، كذلك أربع سنين كاملة يهزم عساكر الحجاج ويقتل رجاله.
قال: وبلغ ذلك عبد الملك بن مروان، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، ثم كتب إلى الحجاج يأمره أن يخرج إليه بنفسه. قال: فعندها خرج الحجاج من الكوفة في عسكر لجب حتى نزل بموضع يقال له السبخة (5). وبلغ ذلك شبيبا فسار إليه في جيشه ذلك فلم يشعر الحجاج إلا وخيل شبيب قد وافته وهم يقولون: لا حكم إلا لله ولو كره المشركون! نحن المطالبون بدماء الأزارقة. قال: ثم وضعوا السيف في أصحاب الحجاج، فقتل منهم نيف عن مائة رجل وانهزم الباقون مع الحجاج حتى دخل الكوفة، ورجع شبيب بأصحابه حتى نزل مدينة الأنبار.
وكتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان: يا أمير المؤمنين الغوث الغوث!
فإن شبيب بن يزيد قد هتك الحريم، وأيتم الأولاد، وأرمل الأزواج. قال: فوجه إليه عبد الملك بن مروان بألف رجل من أهل الشام. قال: وبلغ الخبر إلى شبيب بأن الحجاج قد وافته الجيوش من أهل الشام في أربعة آلاف فارس، فأقبل على أصحابه فقال: ما الرأي عندكم الان؟ فقالوا: الرأي رأيك يا أمير المؤمنين! قال:
فإني رأيت أن أكبس الكوفة الليلة لنا أم علينا، فقال أصحابه: ها نحن معك، فافعل ما أحببت. قال: فاعلفوا إذا خيلكم وحشوها واسقوها، ففعلوا ذلك. ثم ركب شبيب وركب معه أصحابه، وأقبل نحو الكوفة ومعه أمه يقال لها الجهيزة في