تعاورها القذاف من كل جانب * بقومس حتى صعبهن ذليل وقد كن مما أن برين بغبطة * لهن بأبواب القباب صهيل فيا نفس صبرا كل ما حم واقع * وليس إلى ما تعلمين سبيل وقومي إلى دروازق الحصن فانظري * إلى خندق فيه الحصار طويل لعمري لئن أعطيت سفيان بيعتي * وخالفت ربي (1) إنني لجهول قال: ثم أمر عبيدة بن هلال بباب الحصن ففتح، ثم خرج في أصحابه إلى سفيان بن الأبرد وأصحابه، فاقتتلوا قتالا شديدا على باب الحصن ساعة، ثم نزل عبيدة بن هلال عن فرسه فعرقبه وكسر جفن سيفه وترك أصحابه ففعلوا كذلك، فلم يزل يقاتلون قتال قوم قد أيسوا من الحياة حتى قتل عبيدة بن هلال وأصحابه كلهم في معركة واحدة. فأنشأ بعض الخوارج (2) يقول أبياتا مطلعها:
ذكرت الشراة الصادقين (3) وقد فنوا * وذكرني أهل القران السذور (4) إلى آخرها.
قال: ثم أمر سفيان بن الأبرد برأس عبيدة بن هلال ورؤوس أصحابه، فجمعت ووجهت إلى الحجاج، ووجه بها الحجاج إلى عبد الملك بن مروان.
قال: وكان حرب الأزارقة من أول أمرهم وخروجهم إلى أن أبادهم الله تبارك وتعالى، وفرغ من حربهم ثمان عشرة سنة (5) والله أعلم.