رأيت منهم؟ قال: فقال لي جبريل: أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك، ولكنه لا يضحك، هذا مالك خازن النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت لجبريل، وهو من الله تعالى بالمكان الذي وصف لكم {مطاع ثم أمين - 21 من سورة التكوير}: ألا تأمره أن يريني النار؟ فقال: بلى، يا مالك، أر محمدا النار.
قال: فكشف عنها غطاءها ففارت وارتفعت، حتى ظننت لتأخذن ما أرى. قال:
فقلت لجبريل: يا جبريل، مره فليردها إلى مكانها. قال: فأمره، فقال لها:
اخبى، فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه. فما شبهت رجوعها إلا وقوع الظل. حتى إذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها.
[و] قال أبو سعيد الخدري في حديثه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما دخلت السماء الدنيا رأيت بها رجلا جالسا تعرض عليه أرواح بني آدم، فيقول لبعضها إذا عرضت عليه خيرا ويسر به، ويقول: روح طيبة خرجت من جسد طيب، ويقول لبعضها إذا عرضت عليه: أف، ويعبس بوجهه ويقول: روح خبيثة خرجت من جسد خبيث. قال: قلت: من هذا يا جبريل؟
قال: هذا أبوك آدم، تعرض عليه أرواح ذريته، فإذا مرت به روح المؤمن منهم سر بها، وقال: روح طيبة خرجت من جسد طيب، وإذا مرت به روح الكافر منهم أفف منها وكرهها، وساءه ذلك، وقال: روح خبيثة خرجت من جسد خبيث.
قال: ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل، في أيديهم قطع من نار كالأفهار، يقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟
قال هؤلاء أكلة أموال اليتامى ظلما.
قال: ثم رأيت رجالا لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل آل فرعون، يمرون عليهم كالإبل المهيومة حين يعرضون على النار، يطئونهم لا يقدرون على أن