أماته الله طريدا غريبا وحيدا - يعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم - أي أنك جئت بها كذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، فمن كذب ففعل الله تعالى ذلك به. فكان هو ذلك عود الله، خرج إلى مكة، فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة خرج إلى الطائف، فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام، فمات بها طريدا غريبا وحيدا.
وكان قد خرج معه علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب، وكنانة بن عبد يا ليل بن عمرو بن عمير الثقفي، فلما مات اختصما في ميراثه إلى قيصر، صاحب الروم، فقال قيصر: يرث أهل المدر أهل المدر، ويرث أهل الوبر أهل الوبر، فورثه كنانة بن عبد يا ليل بالمدر، دون علقمة.
فقال كعب بن مالك لأبي عامر فيما صنع:
معاذ الله من عمل خبيث * كسعيك في العشيرة عبد عمرو (1) فإما قلت لي شرف ونخل * فقدما بعت إيمانا بكفر قال ابن هشام: ويروى:
* فإما قلت لي شرف ومال * قال ابن إسحاق: وأما عبد الله بن أبي فأقام على شرفه بالمدينة في قومه مترددا، حتى غلبه الاسلام فدخل فيه كارها.
قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد بن حارثة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة يعوده من شكو أصابه على حمار عليه إكاف، فوقه قطيفة فدكية مختطمه بحبل من ليف، وأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، قال: فمر بعبد الله بن أبي وهو [في] ظل مزاحم أطمه.
(هامش ص 424) (1) عبد عمرو: هو اسم أبى عامر، كما علمت من قبل.