إذن، فالراجح أن نبني في تاريخ الزواج على تحديد الطبري: لليال بقين من صفر. وفي تاريخ الزفاف على تحديد الدولابي، بإضافة تحديد اليوم من " مصباح المتهجد " قال: في أول يوم من ذي الحجة زوج رسول الله فاطمة من أمير المؤمنين (عليهما السلام) (1).
وعليه فالفاصل الزمني بين الأمرين كان عشرة أشهر تقريبا، ولعل الاسراع بالعقد عليها كان ليقول الرسول كلمة الفصل في الإجابة على الخطوبات الملحة لها، وعدم الاسراع في زفافها كان نظرا لصغرها ريثما تتعدى طور الصبا وتكبر عنه شيئا ما فتبلغ مبالغ النساء جسدا، وان كانت هي سيدتهن عقلا ونبلا، وحكمة ودراية بالأمور، بل هي معصومة عن الرجس والشرور، وعن التقصير والقصور.
وإذا كان التاريخ قد ذكر مكث علي (عليه السلام) بمكة لأداء الأمانات لدى رسول الله إلى أهلها ثم حمل الفواطم إلى المدينة، فانا لا نجد فيه عن منزل هؤلاء الفواطم شيئا يذكر، فهل نزلن أو بعضهن ولا سيما فاطمة ابنة الرسول ثم أختها أم كلثوم على أبيهما في منزل أبي أيوب؟ أم ماذا؟
وروى الطبرسي في " إعلام الورى " عن علي بن إبراهيم القمي قال: وكان رسول الله حيث بنى منازله كانت فاطمة (عليها السلام) عنده، فخطبها أبو بكر، فقال له رسول الله: أنتظر أمر الله عز وجل، ثم خطبها عمر فقال له مثل ذلك. فقالوا لعلي: لم لا تخطب فاطمة؟ قال: والله ما عندي شئ. فقيل له: ان رسول الله لا يسألك شيئا.
فجاء إلى رسول الله فاستحيا أن يسأله، فرجع.
ثم جاءه في اليوم الثاني فاستحيا، فرجع.