موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٨
خيارهم، فالويل لمن قتله الأخيار الأشراف، والسعادة لمن قتله الأراذل الكفار!
فقال حيي: صدقت! لا تسلبني حلتي.
قال علي (عليه السلام): هو أهون علي من ذلك.
فقال: سترتني! سترك الله! ثم مد عنقه فضربه علي ولم يسلبه حلته.
ثم قال لمن جاء به: ما كان يقول حيي وهو يقاد إلى الموت؟
قال: كان يقول:
لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل لجاهد حتى بلغ النفس جهدها * وحاول يبغي العز كل مقلقل (1) فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
لقد كان ذا جد وجد بكفره * فقيد إلينا في المجامع يعتل فقلدته بالسيف ضربة محفظ (2) * فصار إلى قعر الجحيم يكبل فذاك مآب الكافرين، ومن يطع * لأمر إله الخلق في الخلد ينزل وقد كان النبي أتاهم قبل مباينتهم له يوما يناظرهم، فأرسلت عليه امرأة منهم حجرا، فعرفها، فأمر اليوم بقتلها فقتلت من بين سائر النساء (3).
واصطفى من نسائهم امرأة هي عمرة بنت خنافة (4).

(١) في سيرة ابن هشام ٣: ٢٥٢: نسب البيتين إلى جبل بن جوال الثعلبي والمقلقل: المذهب في الأرض، أي في كل وجه - أساس البلاغة: ٧٨٨.
(٢) أحفظه أي: أغضبه، محفظ أي: مغضب.
(٣) وقال ابن هشام: هي التي طرحت الرحا على خلاد بن سويد فقتلته. وكذلك في مغازي الواقدي ٢: ٥١٦ و ٥١٧ أكثر تفصيلا.
(٤) الإرشاد ١: ١١٢، 113. وفي السيرة 3: 756: ريحانة بنت عمرو بن خنافة وعرض رسول الله عليها الإسلام فأبت إلا اليهودية! فوجد لذلك في نفسه وعزلها. فبينا هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه... فإذا هو ثعلبة بن سعية اليهودي الذي أسلم جاءه فقال:
يا رسول الله، قد أسلمت ريحانة، فسره ذلك من أمرها، فعرض عليها أن يتزوجها فقالت:
بل تتركني في ملكك فهو أخف علي وعليك! فتركها فكانت عنده حتى توفي عنها وهي في ملكه.
وروى الواقدي في المغازي 2: 520 بالإسناد عن أيوب بن بشير المعاوي قال:
أرسل بها رسول الله إلى بيت أم المنذر سلمى بنت قيس (إحدى خالاته من بني النجار) فكانت عندها حتى حاضت وطهرت، فجاءت أم المنذر فأخبرته فجاءها النبي في منزل أم المنذر فقال لها: إن أحببت أعتقك وأتزوجك فعلت، وإن أحببت أن تكوني بالملك فعلت؟
قالت: يا رسول الله، إنه أخف عليك وعلي أن أكون في ملكك. فكانت في ملكه حتى مات عنها.
ونقل عن الزهري قوله: إنها كانت تحتجب في أهلها وتقول: لا يراني أحد بعد رسول الله.
ثم قال: وكانت قبله (صلى الله عليه وآله) متزوجة برجل يدعى الحكم. وعليه فلم تكن بكرا.
وقال اليعقوبي 1: 52: اصطفى رسول الله منهم ست عشرة جارية فقسمها على فقراء هاشم، وأخذ لنفسه منهن واحدة يقال لها: ريحانة.
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»
الفهرست