عمرو: أنا أقيم.
وقال لخالد بن الوليد: وأنت ما ترى يا أبا سليمان؟ فقال: أنا - أيضا - أقيم (1).
فأقام عمرو وخالد في مئتي فارس، وسار سائر العسكر.
وذهب حذيفة إلى غطفان فوجدهم يرتحلون... ولما ارتحلوا وقف فرسان من بني سليم في أصحابهم، والحارث بن عوف في خيل من أصحابه، ومسعود ابن رخيلة في خيل من أصحابه.
وأقامت خيل قريش حتى كان السحر ثم مضوا فلحقوا بالعسكر في ملل عند ارتفاع النهار.
وارتحلت بقية خيل غطفان فالتحقوا بقومهم في المراض (2) ثم تفرقت قبائلهم إلى محالهم، ورجع حذيفة - في الليل - إلى الرسول فأخبره الخبر.
قال الواقدي: فلما أصبح رسول الله بالخندق أصبح وليس حوله أحد من عساكر المشركين. فأذن للمسلمين بالانصراف إلى منازلهم، فخرجوا مبادرين مسرورين.
ثم روى عن ابن عمر قال: وكره رسول الله أن يكون لقريش عين فيرى سرعتهم في ذلك، فبعث من ينادي في أثرهم بردهم.
قال عبد الله بن عمر: فجعلت أصيح في أثرهم في كل ناحية: إن رسول الله أمركم أن ترجعوا. فما رجع منهم رجل واحد من الجوع والبرد.
وقال جابر بن عبد الله: أمرني رسول الله أن أردهم، فجعلت أصيح بهم،