أنك تكره هذا ما سألتكه. قال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله! قلت: أيها الملك، أكذلك هو؟ قال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده... فخرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه.
ثم خرجت عامدا إلى رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح... فقدمنا المدينة على رسول الله (1).
هذا وقد قال من قبل: " لما انصرفنا مع الأحزاب عن الخندق " ثم خرجنا فقدمنا عليه، فوالله إنا لعنده إذ جاءه عمرو بن أمية الضمري، وكان رسول الله قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه ".
ان ارسال رسول الله لعمرو بن أمية إلى النجاشي في شأن جعفر وأصحابه إما كان في بداية هجرتهم لطلب ايوائهم وحمايتهم والارفاق بهم، أو في نهايتها في تجهيز المسلمين إلى المدينة في السنة السابعة قبل خيبر.
فرحلة عمرو بن العاص هذه أما كانت بعد الأحزاب في أواخر السنة الخامسة، لأن غزوة الأحزاب كانت في شوال سنة خمس من الهجرة، أو كانت رحلته في أوائل السادسة، وبعد عام في أوائل السابعة ورد عليهم عمرو بن أمية حاملا كتاب النبي إلى النجاشي، حينما كتب إلى الملوك والرؤساء.
وهنا تختلف نسخ الكتاب: فأكثر نسخ الكتاب يشتمل على الوصية