كانوا بأرض السماوة وأنها كانت عمائر متصلة ذات جنان ومياه متدفقة، وذلك بين العراق إلى حد الحجاز والشام، وهي الآن براري وقفار وديار خراب. وقد كان الله بعث إليهم شعيب بن مهدم بن حضور بن عدي: نبيا ناهيا لهم عما كانوا عليه، وهو غير شعيب بن نويل. فجد شعيب بن مهدم في دعائهم وخوفهم وتوعدهم، وظهرت له معجزات ودلائل أظهرها الله على يديه تدل على صدقه وتثبت حجته على قومه، فقتلوه.
وكان في عصره نبي آخر هو برخيا بن اجنيا بن رزنائيل بن شالتان، من أسباط يهودا بن إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم، فأوحى الله إليه أن يأمر بعض الملوك في الشام بغزو العرب أصحاب شعيب بن مهدم، فسار إليهم في جنوده وغشى دارهم بعساكره، فاستعدوا لحربه ولكن انفضت جنودهم وتفرقت جموعهم وولت كتائبهم وأخذهم السيف فحصدوا أجمعين وبشأنهم - قيل - قال الله تعالى * (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون) * (1).
العرب من ولد قحطان:
قال المسعودي: " ودثرت العرب العاربة عدا ولد قحطان من يعرب، فدثرت عاد وثمود والعمالقة وجرهم وطسم وجديس ووبار وعبيل، وسائر من سمينا، ودخل من بقي ممن ذكرنا في العرب الباقية إلى هذا الوقت، وهم ولد قحطان ومعد، ولا نعلم أن قبيلا بقي يشار إليه في الأرض من العرب