يدونوا في الحديث والفقه شيئا، ولكنهم عوضوا عن كتابة أحاديثه بكتابة شئ من سيرته (صلى الله عليه وآله).
أصول السيرة النبوية وتطورها في القرنين الأول والثاني:
لا شك في الأهمية الكبرى التي كانت لأقوال النبي (صلى الله عليه وآله) وأعماله في حياته، وأكثر منها بعد وفاته.
ومن الطبيعي أن تورث هذه الأهمية عناية بتدوين تفاصيل حياته وجمع الأخبار والأحاديث عنه (صلى الله عليه وآله).
وطبيعي أيضا أن تكون القصص الشعبية عن سيرته موجودة في حياته معتنى بها - كحال الناس في العناية بقصص الأنبياء من قبل -.
وطبيعي أيضا أن يكون بعض الصحابة والتابعين قد تفوق على أقرانه في علمه بسيرته ومغازيه.
كتاب السيرة الأوائل:
إن أول من صنف في السيرة هو عروة بن الزبير بن العوام (ت 92 ه).
وذكر ابن سعد في كتابه " الطبقات " ما يفيد: أن أول من تخصص فيها هو أبان بن عثمان بن عفان (ت 105 ه)، روى بعضها عنه المغيرة بن عبد الرحمن.
ثم تنبه إلى جمع أخبارها والتحديث بها وهب بن منبه اليمني (ت 110 ه).
ثم عاصم بن عمر بن قتادة (ت 120 ه) الذي يروي عنه ابن