تلطخوا بدمائه، وكانوا يتقاسمون بالأزلام عندها، وهي سهام اصطلحوا على بعضها أنها أمر وعلى بعضها الآخر أنها نهي، فيعملون كما تخرج لهم، وقد أصبحت الكعبة بيتا مركزيا للأوثان أكثر من ثلاثمائة وستين، منها اللات والعزى ومناة، اللاتي كانت قريش تزعم أنها بنات الله تعالى فتعبدها واللات بدورها أم سائر الآلهة وكان مقرها بالطائف، وأما مناة فهي رب الأعمار والآجال، ومقرها بين مكة والمدينة " (1).
أزلام العرب:
قال تعالى: * (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق) * (2).
قال القمي في تفسيره للنصب: إن قريشا كانوا يعبدون الصخور فيذبحون لها. و " الأزلام " كانوا يعمدون إلى الجزور فيجزئونه عشرة أجزاء، ثم يجتمعون عليه فيخرجون سهاما عشرة: سبعة لها أنصباء وثلاثة لا أنصباء لها، فالتي لها أنصباء هي: الفذ والتوأم، والمسبل، والنافس، والحلس، والرقيب، والمعلى، فالفذ له سهم، والتوأم له سهمان، والمسبل له ثلاثة أسهم، والنافس له أربعة أسهم، والحلس له خمسة أسهم، والرقيب له ستة أسهم، والمعلى له سبعة أسهم.
والتي لا أنصباء لها هي: السفح، والمنيح، والوغد. وكان ثمن الجزور