الثقات، وأخطاء في الأنساب. ولكن لعله لأن ابن إسحاق كان يطعن في نسب مالك وعلمه ويقول: إيتوني ببعض كتبه حتى أبين لكم عيوبه، فأنا بيطار كتبه (1)! إذن فالحملة متقابلة من الطرفين، والتضعيف ضعيف لأنه معلوم الوجه والعلة " الشخصية ".
مغازي الواقدي:
أما الواقدي محمد بن عمر بن واقد مولى بني سهم، فقد ذكر تلميذه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " أنه ولد في المدينة سنة 130 ه أي بعد خروج ابن إسحاق منها بخمسة عشر عاما، ولذلك لم يرو عنه وإن كان قد روى عن سائر رواة الأخبار عن الزهري، مع تشابه كبير بين فقرات كتاب السيرة لابن إسحاق وكتاب المغازي للواقدي، ولذلك زعم مستشرقان هما (فلهوزن وهورفتس) أنه سرق منه ولم يسنده إليه، وفند زعمهما مستشرق آخر هو (مارسدن جونس) محقق المغازي كما في مقدمته للكتاب (2) ثم احتمل أن يكون الواقدي قد أعرض عن الرواية عن ابن إسحاق نظرا إلى عدم توثيق علماء المدينة له.
ثم قال: يبدو واضحا للقارئ الحديث أن من أهم السمات التي تجعل الواقدي في منزلة خاصة بين أصحاب السير والمغازي تطبيقه المنهج التأريخي العلمي الفني، فإنا نلاحظ عند الواقدي - أكثر مما نلاحظ عند غيره من المؤرخين المتقدمين - أنه كان يرتب التفاصيل المختلفة للحوادث بطريقة