وإذا كان كذلك فلعله (صلى الله عليه وآله) بعد مرحلة الدعوة السرية، وبعد مرحلة الدعوة الخاصة للأربعين للأقربين من العشيرة بني عبد المطلب أو بني هاشم، بادي قومه بدعوته العامة العلنية دون هذا المعنى من الصدع بالأمر، فبدأ بخطبته على " الصفا " الخالية من هذا المعنى من الصدع بالأمر أي عيب الآلهة وذكرها بالسوء كما في " المناقب " لابن شهرآشوب قال: روي أنه لما نزل قوله * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * (أي بعد هذه المرحلة) صعد رسول الله - ذات يوم - الصفا، فقال: يا صباحاه! فاجتمعت إليه قريش فقالوا: مالك؟
قال: أرأيتكم ان أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني؟ قالوا: بلى، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
قال قتادة: ثم إنه خطب فقال: أيها الناس، ان الرائد لا يكذب أهله، ولو كنت كاذبا لما كذبتكم، والله الذي لا اله الا هو، اني رسول الله إليكم حقا خاصة والى الناس عامة، والله لتموتون كما تنامون، ولتبعثون كما تستيقظون، ولتحاسبون كما تعملون، ولتجزون بالإحسان احسانا وبالسوء سوءا، وانها الجنة أبدا أو النار أبدا. وانكم أول من أنذرتم (1).
وهذه الجملة الأخيرة من هذه الخطبة على " الصفا " هي التي تحملنا على القول: بأنها أول خطبة، فالخطبة " بالأبطح " ثم الخطبة " بالحجر " في الموسم. فلعل هذا هو وجه الجمع المعقول بين الخطب الثلاث.
من هم المقتسمون؟
وكأننا نجد فيما رواه الطوسي ثم الطبرسي في تفسيرهما عن ابن عباس