أولاد معد بن عدنان:
نرجع هنا إلى ذكر بقية أخبار مكة وولاة البيت من أولاد عدنان، فنقول: قال اليعقوبي: كان عدنان أول من كسا الكعبة (1) ونصب أنصاب الحرم بمكة. وكان أشرف أولاده معد ابن عدنان، ولما ضاقت مكة بهم وخرج كثير من ولد إسماعيل لم يخرج هو منها، وكان له عشرة أولاد، منهم قضاعة وبه كان يكنى، وانتقل قضاعة بأهله وأولاده إلى اليمن وأصبح لهم عدد كثير، فانتسب جميع من كان باليمن من ولد معد إلى قضاعة، وانتمت قضاعة إلى حمير فحسبوا معهم.
وساد من ولد معد نزار بن معد فأقام بمكة فكان سيد بني أبيه وعظيمهم. وأصبح له من الولد أربعة: مضر وإياد وربيعة وأنمار، ولما حضرت نزار الوفاة قسم ميراثه على ولده هؤلاء الأربعة: فأعطى مضر ناقته الحمراء فسمي مضر الحمراء، وأعطى ربيعة فرسه فسمي ربيعة الفرس، وأعطى إياد غنمه وكانت برقاء (2) فسمي إياد البرقاء، وأعطى أنمارا جارية له تسمى بجيلة فسمي بها، وارتحل أنمار بن نزار إلى اليمن فتزوج في بجيلة وخثعم، فانتسب ولده إلى أخوالهم فمنهم في بجيلة ومنهم في خثعم، فحسبوا معهم.
وصار ربيعة بن نزار إلى بطن عرق (3) ثم كثر ولده وولد ولده