أو تعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب والعجم؟! فقال أبو جهل: لله أبوك نعطيك ذلك وعشرا أمثالها، فقال: قولوا لا إله إلا الله. فقاموا وقالوا: " أجعل الآلهة إلها واحدا " فنزلت هذه الآيات.
قال: وروي أن النبي (صلى الله عليه وآله) استعبر ثم قال: يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى ينفذه الله أو أمضي دونه! فقال له أبو طالب: امض لأمرك، فوالله لا أخذلك أبدا (1).
وخرجوا من مجلسهم الذي كانوا فيه عند أبي طالب وهم يقولون - وقيل: إن القائل هو عقبة بن أبي معيط الأموي -: أثبتوا على عبادة آلهتكم واصبروا على دينكم وتحملوا المشاق لأجله، فإن هذا الذي نراه من زيادة أصحاب محمد أمر يراد بنا من زوال نعمة أو نزول شدة (2).
ولا أحسب القمي متحققا من قوله إذ قال: نزلت بمكة لما أظهر رسول الله الدعوة؟ بمعنى أن نزول هذه السورة كانت هي نقطة النقلة من المرحلة السرية إلى الدعوة العلنية؟ ولكن كلامه هذا على أي حال، بل القصة برمتها كسابقاتها تستلزم عدم سرية المرحلة. وقد نقلنا قبل هذا لقاء آخر لهم بأبي طالب (رضي الله عنه) فلعل هذا هو اللقاء الثاني المتكرر، وان كانت كلمات القوم خلوا من الإشارة إلى ذلك.
السورة التاسعة والثلاثون - " الأعراف ":
وأولها: * (المص كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه