ليذهبوا ببعض ما آتوهن - كما في القرآن الكريم - ويتزوجون بزوجات آبائهم، ويمنعون أزواجهم إذا طلقوهن ان يتزوجن بغيرهم الا بإذنهن، ولا يكون ذلك الا بمال.
اما الإسلام فيكفينا منه تغييرا لهذا الوضع واصلاحا له قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته في حجة الوداع:
" أيها الناس: ان لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حقا، فحقكم عليهن ان لا يوطئن أحدا فرشكم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم الا بإذنكم، وان لا يأتين بفاحشة، فإن الله قد أذن لكم ان تعظلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا " (1).
مبدأ العرب، والعرب العاربة:
إن ما كتبه العرب عنهم بعد الاسلام مزيج بالأساطير، وقد ظل تأريخهم تأريخا مبهما حتى أواسط القرن الماضي حيث جد علماء الآثار والحفريات الأثرية التاريخية من الغربيين في قراءة آثارهم المنقوشة بالخط المسند على الأبراج والهياكل والنصب والأحجار، فاستقر رأي هؤلاء الباحثين الغربيين على أن العرب الجنوبيين في اليمن هم من الموجة السامية الأخيرة التي بدأت في أواخر الألف الثاني ق م، أي في حدود الألف قبل الميلاد، أي قرابة خمسة عشر قرنا قبل الاسلام، اتجهت من شمال الجزيرة إلى جنوبها، لا من