الحديد في شرحه لنهج البلاغة عن المدائني.
كان الله يسلك بالنبي (صلى الله عليه وآله) طريق المكارم:
روى الشريف الرضي في " نهج البلاغة " عن علي (عليه السلام) أنه قال في وصف الرسول (صلى الله عليه وآله): " ولقد قرن الله به من لدن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره " (1).
وروى ابن أبي الحديد في شرحه: أن بعض أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) سأله عن قول الله تعالى * (الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) * (2) فقال (عليه السلام): يوكل الله تعالى بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم، ويؤدون إليهم تبليغهم الرسالة، ووكل بمحمد ملكا عظيما منذ فصل عن الرضاع يرشده إلى الخيرات ومكارم الأخلاق، ويصده عن الشر ومساوئ الأخلاق (3).
وروى الطبري في تأريخه بسنده عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله يقول: ما هممت بشئ مما كان أهل الجاهلية يعملون به غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك، ثم ما هممت بسوء حتى أكرمني الله برسالته.