هجوما عنيفا على الروم وفتح في الحملة الأولى الشام وفلسطين وأفريقيا، ونهب أورشليم وأحرق كنيسة القيامة ومزار السيد المسيح وهدم المدن، وانتهت هذه الحروب بقتل أكثر من تسعين ألف مسيحي!
وكان هذا بعد بعثة رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله) فتفاءل المشركون بغلبة الفرس عبدة النيران على الروم المسيحيين واغتم المسلمون لذلك، وانتظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوحي فنزلت الآيات الأوائل من سورة الروم * (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) * (1).
وقد تحقق نبأ القرآن الكريم بشأن الروميين بعد عشر سنين أي في سنة 627 م تقريبا فاستعاد هرقل مدينة نينوى (الموصل) ولم يمض شئ حتى قتل خسرو پرويز على يد ابنه شيرويه، ومات شيرويه بعد ثمانية أشهر، وبعد شيرويه حكم إيران في مدة أربع سنين أكثر من عشرة قادة أربعة منهم نساء وانتهى الأمر بهجوم العرب المسلمين وقد ساعدت هذه الحروب التي استمرت أكثر من خمسين عاما على تقدم الفتوحات الإسلامية مساعدة جادة مؤثرة، وذلك إذ تعلقت مشيئة الله بأن ينتشر نور الإسلام.
اضطراب الوضع الديني:
وأهم اضطراب كان يسود إيران على عهد الساسانيين هو الاضطراب الديني. إن " أردشير بابكان " مؤسس سلسلة الساسانيين كان ابن موبذ من موابذة المجوس ووصل إلى السلطة بمساعدة علماء المجوس، ولذلك قام بنشر