بينما نرى في رواية الطبري. بسنده عن ثور بن يزيد نفسه عن مكحول الشامي عن شداد بن أوس عن النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم - ا نه قال: وكنت مسترضعا في بني ليث بن بكر، فبينا أنا ذات يوم منتبذ من أهلي في بطن واد مع أتراب لي من الصبيان نتقاذف بالجلة (1) إذ أتانا رهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملئ ثلجا، فأخذوني من بين أصحابي، فخرج أصحابي هرابا حتى انتهوا إلى شفير الوادي... ثم انطلقوا هرابا مسرعين إلى الحي يؤذنونهم ويستصرخونهم على القوم. فعمد أحدهم فأضجعني على الأرض... ثم شق ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي... ثم أخرج أحشاء بطني فغسلها بذلك الثلج... ثم أعادها مكانها.
ثم قام الثاني منهم... ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي، فصدعه ثم أخرج منه مضغة سوداء فرمى بها... فإذا أنا بخاتم في يده...
فختم به قلبي فامتلأ نورا وذلك نور النبوة والحكمة، ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا. ثم قام الثالث... فأمر يده ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي فالتأم ذلك الشق بإذن الله، ثم أخذ بيدي فأنهضني (2).
فنرى رواية الطبري هذه عن شداد بن أوس تختلف عن رواية ابن إسحاق في: المكان الذي جرى فيه الحادث، وفي: عدد الأشخاص الذين جاؤوه، وفي: الكيفية التي وقع عليها، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه رواية