توفرها لقبول الرواية، وان كان لم يقنع بهذا القدر من التشكيك كثير من كتاب السيرة (1).
وحينما نراجع تراجم الرجال نجد ان أرباب التراجم قد رجموا ثور ابن يزيد بأنه: شامي كان يرى القدر، أي هو من القدرية وأنا أرى أن القدرية التي ينسب إليها الشاميون في شعاع أفكار الأمويين هي أن أعمال العباد بقدر مقدر قد قضى به الله، لا القدر بمعنى يجتمع مع إرادة الإنسان واختياره.
وعلى هذا فهو متهم بوضع ما يؤيد به مذهبه القدري الجبري، كما قال السيد المرتضى العاملي:
" ألا تعني هذه الرواية ا نه (صلى الله عليه وآله) كان مجبرا على عمل الخير، وليس لإرادته فيه أي أثر أو فعالية أو دور؟! لأن حظ الشيطان قد أبعد عنه بشكل قطعي وقهري، وبعملية جراحية، وهل إذا كان الله يريد أن لا يكون عبده شريرا احتاج في اعمال قدرته إلى عمليات جراحية كهذه على مرأى من الناس ومسمع؟! " (2) هذا إلى خمس نقاط أخرى نقد بها السيد المرتضى هذا الخبر. ولعله أخذ هذا المعنى عن رواية جاهلية عن أمية بن أبي الصلت: أ نه دخل على أخته فنام على سرير في ناحية البيت، فانشق جانب من السقف في البيت، وإذا بطائرين قد وقع أحدهما على صدره ووقف الآخر مكانه، فشق الواقع على صدره صدره، فأخرج قلبه، فقال الطائر الواقف للطائر الذي على صدره: أوعى؟ قال: وعى، قال: اقبل؟