قد شق وأخرجت منه العلقة السوداء! وحظ الشيطان كما يقولون، وكأن العملية الأولى لم تنجح فأعيد شق صدره، ووقع ذلك مرات عديدة بلغت خمسا، أربع منها بإتفاق كما يقولون: في الثالثة من عمره، وفي العاشرة، وعند مبعثه، وعند الإسراء، ومرة خامسة فيها خلاف. وقد قالوا: ان تكرار الشق انما هو زيادة في تشريف النبي (1).
وفي تفسير الآية الأولى من سورة الإسراء وبمناسبة حديث الإسراء قال الشيخ الطبرسي في تفسيره " وقد وردت روايات كثيرة في قصة المعراج في عروج نبينا إلى السماء ورواها كثير من الصحابة. وتنقسم جملتها إلى أربعة وجوه " إلى أن قال " ورابعها: ما لا يصح ظاهره ولا يمكن تأويله الا على التعسف البعيد، فالأولى ان لا نقبله " إلى أن قال " وأما الرابع: فنحو ما روي أنه شق بطنه وغسلته الملائكة، ذلك لأنه (صلى الله عليه وآله) كان طاهرا مطهرا من كل سوء وعيب، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد، بالماء (2).
ولهذا لم يذكر هذا الخبر ضمن أخباره عن النبي (صلى الله عليه وآله) في كتابه (إعلام الورى).
وفي نفس الوقت نرى البعض يعتبر هذا الخبر من ارهاصات النبوة ومثار اعجاب وتقدير خص به نبينا (صلى الله عليه وآله) ولم يحصل لأي من الأنبياء السابقين كالحلبي في كتابه: (انسان العيون في سيرة الأمين المأمون) (3)