إسحاق يصف الجهم بأنه مولى عبد الله بن جعفر، بينما رواها عنه ابن هشام في سيرته يصف الجهم بأنه مولى الحارث بن حاطب الجمحي. وفي الخبر عن حليمة أنها قالت: انه (صلى الله عليه وآله) كان - بعد رجوعنا به من أمه بأشهر - مع أخيه - عبد الله بن الحارث السعدي - في بهم (1) لنا خلف بيوتنا إذ أتانا أخوه يشتد ويقول: ان أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاه فشقا بطنه و...! فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائما منتقعا وجهه! فقلنا له: ما لك يا بني؟ قال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو! (2).
والخبر الثاني: رواية الطبري أيضا بسنده عن ثور بن يزيد الشامي، عن مكحول الشامي، عن شداد بن أوس. والظاهر أن هذا الخبر هو ما رواه ابن إسحاق عن ثور بن يزيد أيضا الا أ نه نسي ما بعد ثور من السند فقال " عن بعض أهل العلم، ولا أحسبه الا عن خالد بن معدان الكلاعي " ثم اختصره وتصرف فيه ما قد نسيه كالسند، فقرب فيه من الخبر السابق إذ قال فيه عن النبي (صلى الله عليه وآله) ا نه قال: استرضعت في بني سعد، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا، إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجا، ثم أخذاني فشقا بطني، واستخرجا قلبي فشقاه، فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه (3).