هذا الفن هدف بين الثناء والقدح فالرجاء من سيادة المولى إذا وقف على ما دبرناه واطلع على ما ألفناه ان يجر ذيل العفو عن القصور والهفو وناهيك ان البحر مرجع المياه وان كان ماؤها من خضمه وسقياه على اني قد اطلعت على خاطر دولته الخطير فكان للتشوق لمرأى المولى بشير فلذلك أرجو الله ان يجمعني بطلعة بدر محياكم وان يبل غليل شوقي بلقياكم والرجاء أن لا امنع من التراسل والتواصل والدعاء والرضاء آه والقصيدة التي أجاب بها الشيخ امين الجندي هي هذه:
امين الدين يا نجل الحسين * برؤياكم أقر الله عيني بليغ نظامك الدري وافى * إلى باب الوزارة مرتين مدحت ولي نعمتنا وفي ذا * لقد شاركت اهل الخافقين وما شاهدت طلعته ولكن * سمعت ولا أرى اثرا كعين لعمرك انه فذ المعالي * وفرد في ظلال النشأتين مشير لو أشار إلى الثريا * أجيبي أقبلت من غير مين قصور ان أشبهه بكسرى * وقيصر أو باحدى النيرين مليك للشام كسى جمالا * وخص دمشق ذات النيرين به افتخرت بلاد العرب طرا * على من دونها في الأيكتين بحكمته استمال قلوب قوم * وقوما بالنضار وباللجين وبالأحكام ساس الملك حتى * أنام الذئب بين الظبيتين ومن نبذ الكرامة أو تمادى * سطا فيه بماضي الشفرتين سجاياه الكريمة ليس تحصى * وهل تحصى النجوم بإصبعين فتى في دولة الاسلام ركن * وعز للمهند والرديني به الشهباء بعد الموت عاشت * وخلص ربعها من كل شين وزير لا نظير له وشهم * رضي الخلق أندى الراحتين تفرد بالكمال فلا يضاهي * وأضحى للورى انسان عين محمد والمحامد فيه حق * على الشعراء مثل قضاء دين وتشملهم نوافل راحتيه * بلا حصر بكيف أو باين ومن ناواه يرجع رغم انف * بيأس حاملا خفي حنين وكم في بابه المحروس عبد * له صار الكلام بمنطقين غدا جند القريض له مطيعا * فألف منه بين الفرقدين فكم من أبكم مثلي يجاري * بنعمته فصيح العالمين وأدناهم سميك ذا ولكن * بعون الله سوف تقر عيني وفي ظل المشير أنال سؤلي * ويجمع بين آمالي وبيني فهاك من الأمين جواب نظم * على عجل أتى يا ابن الحسين فأجابه المترجم بهذه القصيدة:
إذا عادت بأرض الرقمتين * ليالينا أقر الله عيني وليل نام نور الفجر عنا * وسمر فيه نجم الفرقدين قضيت لبانتي فيه اختلاسا * بحمراء الحلي والوجنتين وخود من بني بكر بن سعد * تمائها رقاق الشفرتين رعت نومي بنرجس مقلتيها * واصمت حب قلبي بالرديني حماة الحي اي همام بأس * رمته كريمة منكم بحين سأنفض من وداد الخود كفي * وأقضي من حقوق المجد ديني والتحف السراب بحر يوم * يذيب القلب من ضجواين بناجية تظن الليل بحرا * تلف البيد لف الشملتين وأطلس خلفها يعدو فيعيا * فيقعي عاويا في الحرتين يغالطها اختلاسا عن وجاها * تمانعه بحر الوجنتين عليها للمعالي اي دين * يدين له ضياء النيرين فلا للمشط قد دهنت رأسي * ولا للكحل قد هيات عيني ولكن للرهان ربطت مهري * لأحظى عنده بالغايتين لرحلة مفخر وطلاب عز * ومجد لا النضار ولا اللجين إلى مولى طويل الباع فذ * جليل القدر رحب الساحتين وقائد عسكر بحسام عزم * صقيل الحد ماضي الشفرتين ومن يبغي الخلاف رمته دهما * من الاقدار تخبط باليدين كسا الشامات ثوب العدل حقا * وأقصى الجور بعد المشرقين ربطت على الولا قلبا مقيما * وطلت على الرجال بمفخرين فكم ساجلت في هذا وهذا * بليغا عاد في خفي حنين وأبقى الله دولة ذي المعالي * بذي الدنيا لأمن العالمين وكتب إلى حسن بك كأخيه مشير إيالة صيدا محمد امين باشا حين قدومه لبلاد بشارة سنة 1268 قصيدة من جملتها:
جلا بقدومه عنا ظلاما * بوجه مشرق كهلال عيد له القلم الذي ما زال فيه * يصيب شواكل الامر البعيد ورأي لو يناط على الليالي * لما احتاج الصباح إلى عمود وللآداب كنز اي كنز * سما بنفائس الدر النضيد وقال في جده أمير المؤمنين ع أبا حسن لولاك ما خلق الملا * ولا دحيت ارض ولا رفعت سما ولا دارت الأفلاك والفلك ما جرت * ولا نزل الغيث الملث ولا همي من مدائحه وجدنا هذه القصيدة في مدحه وتهنئته بسيف أهداه له بعض الملوك ولم نعلم ناظمها:
مولاي ان حياض جودك منهلي * وعليك في هذا الزمان معولي انظر إلي ببعض طرفك نظرة * يسمو بها نظري ويعرب مقولي تمحو أساطير الخطوب كما محت * ريح الشمال ركام غيث مثقل أرجوك للامر العظيم وانما * يرجى المعظم للعظيم المعضل لا تشمتن بي الأعادي بعد ما * قربتني وغدا العدو بمعزل أملي على أعتاب بابك واقف * فكأنه في هضبة من يذبل ومجلل بيدي نداك كأنما * غطاه عرف العارض المتهلل لا ينثني الا بادراك المنى * ودفاع عادية الخطوب النزل أ تصيب فادحة الليالي مقتلي * ويروعني زمني وجاهك معقلي وأذود عن عيني كراها قائلا * يا أيها الليل الطويل الا انجلي حاشاك تسلبني العطية بعد ما * أبرمت فيها عقدة لم تحلل حاشاك تخفض رتبتي من بعد ما * أحللتني أوج السماك المعتلي ان الرياسة في يديك زمامها * وسواك يخبط جنح ليل أليل ان المظالم مذ حللت ديارنا * رحلت رحيل الظاعن المتحمل أسقيتني كاس المنى معسولة * من ذا يمازجها بطعم الحنظل حاشاك توردني سرابا بعد ما * أوردتني ماء الزلال السلسل أحكمت لي عقدا أو لست بناقض * ما كان احكم في الزمان الأول هي قولة لا يستطاع رجوعها * كالسهم يرمي نافذا في المقتل من مبلغ الاعراب اني وارد * حوض السماح من الغمام المسبل