فكأنني لما ذكرتك شارب * يهتز للوجد اهتزاز نزيف أين الذي يسعى لكل عظيمة * فينا لها بذوابل وسيوف أين الذين فضح الصباح بغرة * أوفت على قمر السماء الموفي من ذا آمال عن البسيطة طودها * قسرا فخف وكان غير خفيف ما ذا الذي منع الهزبر زئيره * ورماه من ريب الردى بصروف حيتك من سحب الرضا وكافة * تبكي عليك بدمعها المذروف ما غاب بدر منكم الا بدا * بدر به يجلى ظلام سدوف ذاك العلي وشبلك السامي علا * غوث الضعيف ومنجد الملهوف أمسى بحمد الله بعدك لابسا * ثوب العلى والمجد والمعروف ما جئت ساحته لامر معضل * الا كفاك مخافة التخويف يا سيف عامل يا كفيل خطوبها * وأمانها من حادث ومخوف وقفت عليك مودة من مخلص * يفدي علاك بتالد وطريف وقال مفتخرا على البديهة:
انا ابن جلا وطلاع الثنايا * وجدي خير من ركب المطايا وأمي فاطم وأبي علي * امام الحق دفاع البلايا ولي همم تبلغني الثريا * أبي الضيم محمود السجايا لي النسب القصير لآل طه * وأشرف من تامر في البرايا فهل أرضى البقاء بدار ذل * وكم أطوي على الخمص الحوايا كسوت الشمس من حسبي ضياء * وما في الناس غيري من بقايا ونحن الآل ان قمنا كفينا * بني الأيام عن ورد المنايا وان بخل الأنام بما لديهم * كفينا السائلين من العطايا أعد لشدتي تسعا وخمسا * بيوم الهول من كل البرايا وارسل إلى السر عسكر مصطفى باشا قصيدة من جملتها:
حسبي حمى المصطفى فيما أرجيه * مولى يقصر عنه من يباريه وترجف الأرض رعبا من مهابته * وللأعادي رجيف من مواضيه وطبق الأرض والأقطار راجعها * على الرعية من عدل يوفيه سل المدافع والأطواب في حلب * كأنها الغيث تهمي في أعاديه سل البروق إذا أسيافه لمعت * من علم البرق ومضا في لياليه أعطاه مولى الورى عقد اللوا فغدا * عقد الولا منه جار في نواصيه هو المليك الذي أمست مواهبه * مثل السحائب يحكيها وتحكيه عبد المجيد أمير المؤمنين ومن * هو الضياء لمن ضلت مساعيه هو المليك الذي ما زال صارمه * يفي لهذا الورى عهدا ويحميه ما قال لا قط الا في تشهده * لولا التشهد ما مرت على فيه به الخلافة خصت بعد أربعة * فالله ناصره والله كافيه وكتب اليه المشير سر عسكر بر الشام محمد باشا القبرصلي كتابا يسال فيه عن أحواله وقد أصابه مرض وأحفى السؤال وبالغ في التلطف بعبارات رقيقة فأجابه عنه بقصيدة من جملتها وجلا القذا عن ناظري بأسطر * أحيا الفؤاد بها وعوفي داؤه فانا الذي فيها أصبت من العلى * شرفا يمد على الزمان رداؤه لا غرو ان البحر يقذف لؤلؤا * والبدر يشرق في الجهات ضياؤه وتراكضت جم القلوب لبابه * يسعى بهن ولاؤه وولاؤه وكتب إلى عزت باشا حين قدم من دمشق الشام إلى جبل عامل وزاره في شقراء وزار حمد البك في تبنين وذلك سنة 1268 قصيدة من جملتها يا نيرا من دمشق الشام قد طلعا وليث غاب بساح المجد قد رتعا سارت ركابك منها نحو عاملة وحل فيها وزير قدره ارتفعا وكتب إلى محمد باشا القبرصلي سر عسكر إيالة بر الشام يهنيه بعيد الفطر سقى صوب الحيا بالرقمتين * معاهد أنسنا والأبرقين ربوع ان جفاها الغيث يوما * سقيناها بدمع المقلتين ربوع لا يزال بها هلال * يفوق سناه نور النيرين طربت بها وعاودني التصابي * بظني نقا أزج الحاجبين أبرقع منظر المرآة عنه * مخافة ان أثنيه بعيني إذا ما رمت لثم الخد منه * حمى باللحظ ورد الوجنتين وان رمت ارتشاقا للثنايا * يهددني بقوس الحاجبين الا يا نسمة الأسحار كوني * رسولا بين أحبابي وبيني أدر يا أيها الساقي كؤوسا * وناولها بكلتا الراحتين لقد تم السرور بمدح ليث * طويل الباع عبل الساعدين هو المقدام في الهيجاء يلفى * ربيط الجاش ماضي الشفرتين هو الضراب بالبيض المواضي * هو الطعان بالرمح الرديني مشير لا يدانيه مسير * بحفظ عهود حامي الكعبتين أمير السدة العليا تبوأ * مقاما فوق هام النيرين ألا فاهنأ بعيد الفطر وأسلم * فأنت هلاله في كل عين فورد الجواب من الشيخ محمد امين الجندي مفتي معرة النعمان وكاتب الديوان السر عسكري وذلك سنة 1268 بما صورته:
حمدا لمن غرس شجر المحبة في الروع وأجرى ماء المودة بين الأحشاء والضلوع والصلاة والسلام على سيدنا النبي المتبوع وآله وصحبه ما دام غروب وطلوع وبعد من الحقير محمد امين الجندي بن العباس حفظه الله من الزيغ والتناس إلى جناب العالم العامل والهمام الشريف الكامل الأمين على مستودع الفضائل والفارس الجرئ في ميدان أحسن الشمائل سيدنا الفاضل ومولانا الفاضل عطر الله أوقاته بماء ورد الايناس وحفظه من شر الجنة والناس:
نسب أقرب في شرع الهوى * بيننا من نسب من أبوين ترد تحاريركم وقصائدكم البهية بمدح الحضرة الكريمة المشيرية فنتلوها مترنمين ونقول هذا اثر امين وكم أردت أن أساجل قريحتكم بمدح صاحب السعادة كما جرت بذلك بين المعاصرين من اهل الأدب العادة لكني انظر إلى مقام دولته العالي فأقول ما لي ولاقتحام هذه الذروة ما لي إلى أن وصلت الحضرة من دولته العلية وتلوت ما دبرت في أعتابه السنية وحيث وافق مزاجه الفخيم ورسم بارساله إلى جنابكم الكريم طويته في هذا التحرير معتذرا عما فيه من التقصير ولعمري اني لأدنى عبيد ولي النعم قليل البضاعة بين من ألف ونظم لكن إكسير دولته صير نظمي ابريزا ونظره السامي يعيد الذليل عزيزا ولا أقول اني جندي ميدان القريض ولي في هذا الباب نسب عريق عريض فقد لا يأتي الفرع وفق اصله وانا ممن يعترف بجهله فكم في باب حضرة المشير من ذي قدر خطير لو ابتغي تأليفا بين النيرين لاقتدر على ذلك من دون مين والحبة بعقدها تدخل بالمدح وصاحب