فإنك كما ذكرت في طاعتك ونصيحتك والسلام * قال أبو مخنف وحدثني أبو الصلت الأعور التيمي عن أبي سعيد العقيلي عن عبد الله بن وأل قال كتب علي عليه السلام معي كتابا إلى زياد بن خصفة وأنا يومئذ شاب حدث أما بعد فإني كنت أمرتك أن تنزل دير أبى موسى حتى يأتيك أمري وذلك لانى لم أكن علمت إلى أي وجه توجه القوم وقد بلغني أنهم أخذوا نحو قرية يقال لها نفر فاتبع آثارهم وسل عنهم فإنهم قد قتلوا رجلا من أهل السواد مصليا فإذا أنت لحقتهم فارددهم إلى فإن أبوا فناجزهم واستعن بالله عليهم فإنهم قد فارقوا الحق وسفكوا الدم الحرام وأخافوا السبيل والسلام قال فأخذت الكتاب منه فمضيت به غير بعيد ثم رجعت به فقلت يا أمير المؤمنين ألا أمضى مع زياد بن خصفة إذا دفعت إليه كتابك إلى عدوك فقال يا ابن أخي افعل فوالله إني أرجو أن تكون من أعواني على الحق وأنصاري على القوم الظالمين فقلت له أنا والله يا أمير المؤمنين كذلك ومن أولئك وأنا حيث تحب قال ابن وأل فوالله ما أحب أن لي بمقالة على تلك حمر النعم قال ثم مضيت إلى زياد بن خصفة بكتاب على وأنا على فرس لي رائع كريم وعلى السلاح فقال لي زياد يا بن أخي والله مالي عنك من غناء وإني لأحب أن تكون معي في وجهي هذا فقلت له قد استأذنت في ذلك أمير المؤمنين فأذن لي فسر بذلك قال ثم خرجنا حتى أتينا نفر فسألنا عنهم فقيل لنا قد ارتفعوا نحو جرجرايا فاتبعناهم فقيل لنا قد أخذوا نحو المذار فلحقناهم وهم نزول بالمذار وقد أقاموا به يوما وليلة وقد استراحوا وأعلفوا وهم جامون فأتيناهم وقد تقطعنا ولغبنا وشقينا ونصبنا فلما رأونا وثبوا على خيولهم فاستووا عليها وجئنا حتى انتهينا إليهم فواقفناهم ونادانا صاحبهم الخريت بن راشد يا عميان القلوب والابصار أمع الله أنتم وكتابه وسنة نبيه أم مع الظالمين فقال له زياد بن خصفة بل نحن مع الله ومن الله وكتابه ورسوله آثر عنده ثوابا من الدنيا منذ خلقت إلى يوم تفنى أيها العمى الابصار الصم القلوب والاسماع فقال لنا أخبروني ما تريدون فقال له زياد وكان مجربا رفيقا قد ترى ما بنا من اللغوب والسغوب والذي جئنا له
(٩٠)