قال ثم كتب زياد إلى علي ان ابن الحضرمي أقبل من الشأم فنزل في دار بنى تميم ونعى عثمان ودعا إلى الحرب وبايعته تميم وجل أهل البصرة ولم يبق معي من أمتنع به فاستجرت لنفسي ولبيت المال صبرة بن شيمان وتحولت فنزلت معهم فشيعة عثمان يختلفون إلى ابن الحضرمي فوجه على أعين بن ضبيعة المجاشعي ليفرق قومه عن ابن الحضرمي فانظر ما يكون منه فان فرق جمع ابن الحضرمي فذلك ما تريد وان ترقت بهم الأمور إلى التمادي في العصيان فانهض إليهم فجاهدهم فان رأيت ممن قبلك تثاقلا وخففت أن لا تبلغ ما تريد فدارهم وطاولهم ثم تسمع وأبصر فكأن جنود الله قد أظلتك تقتل الظالمين فقدم أعين فأتى زيادا فنزل عنده ثم أتى قومه وجمع رجالا ونهض إلى ابن الحضرمي فدعاهم فشتموه وناوشوه فانصرف عنهم ودخل عليه قوم فقتلوه فلما قتل أعين بن ضبيعة أراد زياد قتالهم فأرسلت بنو تميم إلى الأزد انا لم نعرض لجاركم ولا لاحد من أصحابه فماذا تريدون إلى جارنا وحربنا فكرهت الأزد القتال وقالوا ان عرضوا لجارنا منعناهم وان يكفوا عن جارنا كففنا عن جارهم فأمسكوا وكتب زياد إلى علي ان أعين بن ضبيعة قدم فجمع من أطاعه من عشيرته ثم نهض بهم بجد وصدق نية إلى ابن الحضرمي فحثهم على الطاعة ودعاهم إلى الكف والرجوع عن شقاقهم ووافقتهم عامة قوم فهالهم ذلك وتصدع عنهم كثير ممن كان معهم يمنيهم نصرته وكانت بينهم مناوشة ثم انصرف إلى أهله فدخلوا عليه فاغتالوه فأصيب رحم الله أعين فأردت قتالهم عند ذلك فلم يخف معي من أقوى به م ليهم وتراسل الحيان فأمسك بعضهم عن بعض فلما قرأ على كتابه دعا جارية بن قدامة السعدي فوجهه في خمسين رجلا من بنى تميم وبعث معه شريك بن الأعور ويقال بعث جارية في خمسمائة رجل وكتب إلى زياد كتاب يصوب رأيه فيما صنع وأمره بمعونة جارية بن قدامة والإشارة عليه فقدم جارية البصرة فأتى زيادا فقال له احتفز واحذر أن يصيبك ما أصاب صاحبك ولا تثقن بأحد من القوم فسار جارية إلى قومه فقرأ عليهم كتاب على ووعدهم فأجابه أكثرهم فسار إلى ابن الحضرمي فحصره في دار سنبيل ثم أحرق عليه الدار وعلى من معه وكان معه سبعون رجلا ويقال أربعون وتفرق الناس ورجع زياد إلى دار الامارة وكتب إلى علي مع ظبيان
(٨٥)