إذا تعصى ربك وتنكث عهدك ولا تضر إلا نفسك خبرني لم تفعل ذلك قال لأنك حكمت في الكتاب وضعفت عن الحق إذ جد الجد وركنت إلى القوم الذي ظلموا أنفسهم فأنا عليك زار وعليهم ناقم ولكم جميعا مباين فقال له على هم أدارسك الكتاب وأناظرك في السنن وأفاتحك أمورا من الحق أنا أعلم بها منك فلعلك تعرف ما أنت له الآن منكر وتستبصر ما أنت عنه الآن جاهل قال فانى عائد إليك قال لا يستهوينك الشيطان ولا يستخفنك الجهل ووالله لئن استرشدتني واستنصحتني وقبلت منى لأهدينك سبيل الرشاد فخرج من عنده منصرفا إلى أهله فعجلت في أثره مسرعا وكان لي من بنى عمه صديق فأردت أن ألقى ابن عمه ذلك فأعلمه بشأنه ويأمره بطاعة أمير المؤمنين ومناصحته ويخبره أن ذلك خير له في عاجل الدنيا وآجل الآخرة فخرجت حتى انتهيت إلى منزله وقد سبقني فقمت عند باب داره وفى داره رجال من أصحابه لم يكونوا شهدوا معه دخوله على على قال فوالله ما جزم شيئا مما قال ومما رد عليه ثم قال لهم يا هؤلاء إني قد رأيت أن أفارق هذا الرجل وقد فارقته على أن أرجع إليه من غد ولا أراني إلا مفارقه من غد فقال له أكثر أصحابه لا تفعل حتى تأتيه فان أتاك بأمر تعرفه قبلت منه وإن كانت الأخرى فما أقدرك على فراقه فقال لهم فنعم ما رأيتم قال ثم إني استأذنت عليه فأذنوا لي فدخلت فقلت أنشدك الله أن تفارق أمير المؤمنين وجماعة المسلمين وأن تجعل على نفسك سبيلا وأن تقتل من أرى من عشيرتك ان عليا لعلى الحق قال فأنا أغدو إليه فأسمع منه حجته وأنظر ما يعرض على به ويذكر فان رأيت حقا ورشدا قبلت وإن رأيت غيا وجورا تركت قال فخلوت بابن عمه ذلك قال وكان أحد نفره الأدنين وهو مدرك بن الريان وكان من رجال العرب فقلت له إن لك على حقا لإخائك وودك ذلك على بعد حق المسلم على المسلم إن ابن عمك كان منه ما قد ذكر لك فأجدبه فاردد عليه رأيه وعظم عليه ما أتى فانى خائف ان فارق أمير المؤمنين أن يقتله نفسه وعشيرته فقال جزاك الله خيرا من أخ فقد نصحت وأشفقت ان أراد صاحي فراق أمير المؤمنين فارقته وخالفته وكنت أشد الناس عليه وأنا بعد فانى
(٨٧)