لا ترمين هداك الله معترضا * بالظن منك فما بالى وحلوانا ذاك الحريص على ما نال من طمع * وهو البعيد فلا يحزنك إذ خانا ماذا أردت إلى إرساله سفها * ترجو سقاط امرئ لم يلف وسنانا عرضته لعلى إنه أسد * يمشى العرضنة من آساد خفانا قد كنت في منظر عن ذا ومستمع * تحمى العراق وتدعى خير شيبانا حتى تقحمت أمرا كنت تكرهه * للراكبين له سرا وإعلانا لو كنت أديت ما للقوم مصطبرا * للحق أحييت أحيانا وموتانا لكن لحقت بأهل الشأم ملتمسا * فضل ابن هند وذاك الرأي أشجانا فاليوم تقرع سن الغرم من ندم * ماذا تقول وقد كان الذي كانا أصبحت تبغضك الاحياء قاطبة * لم يرفع الله بالبغضاء إنسانا فلما وقع الكتاب إليه علم أن رسوله قد هلك ولم يلبث التغلبيون الا قليلا حتى بلغهم هلاك صاحبهم حلوان فأتوا مصقلة فقالوا انك بعثت صاحبنا فأهلكته فإما أن تحييه واما أن تديه فقال أما أن أحييه فلا أستطيع ولكني سأديه فوداه قال أبو مخنف وحدثني عبد الرحمن بن جندب قال حدثني أبي قال لما بلغ عليا مصاب بنى ناجية وقتل صاحبهم قال هوت أمه ما كان أنقض عقله وأجرأه على ربه فإن جائيا جاءني مرة فقال لي في أصحابك رجال قد خشيت أن يفارقوك فما ترى فيهم فقلت له إني لا آخذ على التهمة ولا أعاقب م لي الظن ولا أقاتل الا من خالفني وناصبني وأظهر لي العداوة ولست مقاتله حتى أدعوه وأم ذر إليه فإن تاب ورجع إلينا قبلنا منه وهو أخونا وان أبى الا الاعتزام على حربنا استعنا عليه الله وناجزناه فكف عنى ما شاء الله ثم جاءني مرة أخرى فقال لي قد خشيت أن يفسد عليك عبد الله ابن وهب الراسبي وزيد بن حصين إني سمعتهما يذكرانك بأشياء لو سمعتها لم تفارقهما عليها حتى تقتلهما أتوبقهما فلا تفارقهما من حبسك أبدا فقلت إني مستشيرك فيهما فماذا تأمرني به قال آمرك أن تدعو بهما فتضرب رقابهما فعلمت أنه لا ورع ولا عاقل فقلت والله ما أظنك ورعا ولا عاقلا نافعا والله لقد كان ينبغي لك لو أردت
(١٠١)