أخرجوا سهل بن حنيف من فارس وكان عامل على عليها فقال ابن عباس لعلى أكفيك فارس بزياد فأمره على أن يوجهه إليها فقدم ابن عباس البصرة ووجهه إلى فارس في جمع كثير فوطئ بهم أهل فارس فأدوا الخراج (رجع الحديث إلى حديث أبي مخنف) وحدثني الحارث بن كعب عن عبد الله بن فقيم الأزدي قال كنت أنا وأخي كعب في ذلك الجيش مع معقل بن قيس فلما أراد الخروج أقبل إلى علي فودعه فقال يا معقل اتق الله ما استطعت فإنها وصية الله للمؤمنين لا تبغ على أهل القبلة ولا تظلم أهل الذمة ولا تتكبر فإن الله لا يحب المتكبرين فقال الله المستعان فقال له على خير من مستعان قال فخرج وخرجنا معه حتى نزلنا الأهواز فأقمنا ننتظر أهل البصرة وقد أبطؤوا علينا فقام فينا معقل بن قيس فقال يا أيها الناس إنا قد انتظرنا أهل البصرة وقد أبطؤوا علينا وليس بحمد الله بنا قلة ولا وحشة إلى الناس فسيروا بنا إلى هذا العدو القليل الذليل فانى أرجو أن ينصركم الله وأن يهلكهم قال فقام إليه أخي كعب بن فقيم فقال أصبت أرشدك الله رأيك فوالله إني لأرجو أن ينصرنا الله عليهم وإن كانت الأخرى فان في الموت على الحق تعزية عن الدنيا فقال سيروا على بركة الله قال فسرنا ووالله ما زال معقل لي مكرما وادا ما يعدل بي من الجند أحدا قال ولا يزال يقول وكيف قلت إن في الموت على الحق تعزية عن الدنيا صدقت والله وأحسنت ووفقت فوالله ما سرنا يوما حتى أدركنا فيج يشتد بصحيفة في يده من عند عبد الله بن عباس أما بعد فان أدركك رسولي بالمكان الذي كنت فيه مقيما أو أدركك وقد شخصت منه فلا تبرح المكان الذي ينتهى فيه إليك رسولي وأثبت فيه حتى يقدم عليك بعثنا الذي وجهناه إليك فانى قد بعثت إليك خالد بن معدان الطائي وهو من أهل الاصلاح والدين والبأس والنجدة فاسمع منه واعرف ذلك له والسلام فقرأ معقل الكتاب على الناس وحمد الله وقد كان ذلك الوجه هالهم قال فأقمنا حتى قدم الطائي علينا وجاء حتى دخل على صاحبنا فسلم عليه بالامرة واجتمعا جميعا في عسكر واحد قال ثم إنا خرجنا فسرنا إليهم فأخذوا يرتفعون نحو جبال رامهرمز يريدون قلعة بها حصينة
(٩٤)