إليه معقل بن قيس فقال أصلحك الله يا أمير المؤمنين إنما كان ينبغي إن يكون مع من يطلب هؤلاء مكان كل رجل منهم عشرة من المسلمين فإذا لحقوهم استأصلوهم وقطعوا دابرهم فأما أن يلقاهم أعدادهم فلعمري ليصبرن لهم هم قوم م رب والعدة تصبر للعدة وتنتصف منها فقال تجهز يا معقل بن قيس إليهم وندب معه ألفين من أهل الكوفة منهم يزيد بن المغفل الأزدي وكتب إلى ابن عباس أما بعد فابعث رجلا من قبلك صليبا فجاعا معروفا بالصلاح في ألفى رجل فليتبع معقلا فإذا مر ببلاد البصرة فهو أمير أصحابه حتى يلقى معقلا فإذا لقى معقلا فمعقل أمير الفريقين وليسمع من معقل وليطعه ولا يخالفه ومر زياد بن خصفة فليقبل فنعم المرء زياد ونعم القتيل قتيله * قال أبو مخنف وحدثني أبو الصلت الأعور عن أبي سعيد العقلي قال كتب على إلى زياد بن خصفة أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت من أمر الناجي وإخوانه الذين طبع الله على قلوبهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فهم يعمهون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ووصفت ما بلغ بك وبهم الامر فأما أنت وأصحابك فلله سعيكم وعلى الله تعالى جزاؤكم فأبشر بثواب الله خير من الدنيا التي يقتل الجهال أنفسهم عليها فإن ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون وأما عدوكم الذين لقيتموهم فحسبهم بخروجهم من الهدى إلى الضلال وارتكابهم فيه وردهم الحق ولجاجهم في الفتنة فذرهم وما يفترون ودعهم في طغيانهم يعمهون فتسمع وتبصر كأنك بهم عن قليل بين أسير وقتيل أقبل إلينا أنت وأصحابك مأجورين فقد أطعتم وسمعتم وأحسنتم البلاء والسلام ونزل الناجي جانبا من الأهواز واجتمع إليه علوج من أهلها كثير أردوا كسر الخراج ولصوص كثيرة وطائفة أخرى من العرب ترى رأيه * حدثني عمر بن شبة قال حدثنا أبو الحسن عن علي بن مجاهد قال قال الشعبي لما قتل علي عليه السلام أهل النهروان خالفه قوم كثير وانتقضت عليه أطرافه وخالفه بنو ناجية وقدم ابن الحضرمي البصرة وانتقض أهل الأهواز وطمع أهل الخراج في كسره ثم
(٩٣)