أكذاك قتلتم كنانة بن بشر وأخلى أنا عن محمد بن أبي بكر هيهات أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر فقال لهم محمد أسقوني من الماء قال له معاوية بن حديج لا سقاه الله إن سقاك قطرة أبدا إنكم منعتم عثمان أن يشرب الماء حتى قتلتموه صانما محرما فتلقاه الله بالرحيق المختوم والله لأقتلنك يا ابن أبي بكر فيسقيك الله الحميم والغساق قال له محمد يا ابن اليهودية النساجة ليس ذلك إليك وإلى من ذكرت إنما ذلك إلى الله عز وجل يسقى أولياءه ويظمئ أعداءه أنت وضرباؤك ومن تولاه أما والله لو كان سيفي في يدي ما بلغتم منى هذا قال له معاوية أتدري ما أصنع بك أدخلك في جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار فقال له محمد إن فعلتم بي ذلك فطال ما فعل ذلك بأولياء الله وانى لأجو هذه النار التي تحرقني بها أن يجعلها الله على بردا وسلاما كما جعلها على خليله إبراهيم وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك كما جعلها على نمرود وأوليائه ان الله يحرقك ومن ذكرته قبل وإمامك يعنى معاوية وهذا وأشار إلى عمرو بن العاص بنار تلظى عليكم كلما خبت زادها الله سعيرا قال له معاوية انى انما أقتلك بعثمان قال له محمد وما أنت وعثمان إن عثمان عمل بالجور ونبذ حكم القرآن وقد قال الله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) فنقمنا ذلك عليه فقتلناه وحسنت أنت له ذلك ونظراؤك فقد برأنا الله إن شاء الله من ذنبه وأنت شريكه في إثمه وعظم ذنبه وجاعلك على مثاله قال فغضب معاوية فقدمه فقتله ثم ألقاه في جيفة حمار ثم أحرقه بالنار فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا وقنتت عليه في دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو ثم قبضت عيال محمد إليها فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها (وأما الواقدي) فإنه ذكر لي أن سويد بن عبد العزيز حدثه عن ثابت بن عجلان عن القاسم بن عبد الرحمن أن عمرو بن العاص خرج في أربعة آلاف فيهم معاوية ابن حديج وأبو الأعور السلمي فالتقوا بالمسناة فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قتل كنانة بن بشر بن عتاب التجيبي ولم يجد محمد بن أبي بكر مقاتلا فانهزم فاختبأ عند جبلة بن مسروق فدل عليه معاوية بن حديج فأحاط به فخرج محمد فقاتل حتى قتل
(٧٩)