أحمق أنت إنما أنا رجل من العرب رأيت ابن الزبير انتزى على الحجاز ورأيت نجدة انتزى على اليمامة ومروان على الشأم فلم أكن دون أحد من رجال العرب فأخذت هذه البلاد فكنت كأحدهم إلا أنى قد طلبت بثأر أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إذ نامت عنه العرب فقتلت من شرك في دمائهم وبالغت في ذلك إلى يومى هذا فقاتل على حسبك إن لم تكن لك نية فقال إنا لله وإنا إليه راجعون وما كنت أصنع أن أقاتل على حسبي فقال المختار عند ذلك يتمثل بقول غيلان ابن سلمة بن معتب الثقفي ولو يراني أبو غيلان إذ حسرت * عنى الهموم بأمر ماله طبق لقال رهبا ورعبا يجمعان معا * غنم الحياة وهول النفس والشفق إما تسف على مجد ومكرمة * أو إسوة لك فيمن تهلك الورق فخرج في تسعة عشر رجلا فقال لهم أتؤمنوني وأخرج إليكم فقالوا لا إلا على الحكم فقال لا أحكمكم في نفسي أبدا فضارب بسيفه حتى قتل وقد كان قال لأصحابه حين أبوا أن يتابعوه على الخروج معه إذا أنا خرجت إليهم فقتلت لم تزدادوا إلا ضعفا وذلا فان نزلتم على حكمهم وثب أعداؤكم الذين قد وترتموهم فقال كل رجل منهم لبعضكم هذا عنده ثأري فيقتل وبعضكم ينظر إلى مصارع بعض فتقولون يا ليتنا أطعنا المختار وعملنا برأيه ولو أنكم خرجتم معي كنتم إن أخطأتم الظفر متم كراما وإن هرب منكم هارب فدخل في عشيرته اشتملت عليه عشيرته أنتم غدا هذه الساعة أذل من على ظهر الأرض فكان كما قال وزعم الناس أن المختار قتل عند موضع الزياتين اليوم قتله رجلان من بنى حنيفة اخوان يدعى أحدهما طرفة والآخر طرافا ابنا عبد الله بن دجاجة من بنى حنيفة ولما كان من الغد من قتل المختار قال بجير بن عبد الله المسلى يا قوم قد كان صاحبكم أمس أشار عليكم بالرأي لو أطعتموه يا قوم انكم إن نزلتم على حكم القوم ذبحتم كما تذبح الغنم اخرجوا بأسيافكم فقاتلوا حتى تموتوا كراما فعصوه وقالوا لقد أمرنا بهذا من كان أطوع عندنا وأنصح لنا منك فعصيناه أفنحن نطيعك فأمكن
(٥٧٠)