موسى فأما أنا فكنت غلاما حدثا فهبته ووقفت ويحمل عليه عبد الله بن ورقاء الأسدي وعبد الله بن ضمرة العذري فقتلاه (قال أبو مخنف) وحدثني عمرو بن مالك أبو كبشة القيني قال كنت غلاما حين راهقت مع أحد عمومتي في ذلك العسكر فلما نزلنا بعسكر الكوفيين عبانا ربيعة بن المخارق فأحسن التعبية وجعل على ميمنته ابن أخيه وعلى ميسرته عبد ربه السلمي وخرج هو في الخيل والرجال وقال يا أهل الشأم إنكم إنما تقاتلون العبيد الاباق وقوما قد تركوا الاسلام وخرجوا منه ليست لهم تقية ولا ينطقون بالعربية قال فوالله إن كنت لأحسب أن ذلك كذلك حتى قاتلناهم قال فوالله ما هو إلا أن اقتتل الناس إذا رجل من أهل العراق يعترض الناس بسيفه وهو يقول برئت من دين المحكمينا * وذاك فينا شر دين دينا ثم إن قتالنا وقتالهم اشتد ساعة من النهار ثم إنهم هزمونا حين ارتفع الضحى فقتلوا صاحبنا وحووا عسكرنا فخرجنا منهزمين حتى تلقانا عبد الله بن حملة على مسيرة ساعة من تلك القرية التي يقال لها ببنات تلى فردنا فأقبلنا معه حتى نزل بيزيد ابن أنس فبتنا متحارسين حتى أصبحنا فصلينا الغداة ثم خرجنا على تعبية حسنة فجعل على ميمنته الزبير بن حريمة من خثعم وعلى ميسرته ابن أقيصر القحافي من خثعم وتقدم في الخيل والرجال وذلك يوم الأضحى فاقتتلنا قتالا شديدا ثم إنهم هزمونا هزيمة قبيحة وقتلونا قتلا ذريعا وحووا عسكرنا وأقبلنا حتى انتهينا إلى عبيد الله بن زياد فحدثناه بما لقينا (قال أبو مخنف) وحدثني موسى بن عامر قال أقبل إلينا عبد الله بن حملة الخثعمي فاستقبل فل ربيعة بن المخارق الغنوي فردهم ثم جاء حتى نزل ببنات تلى فلما أصبح غادوا وغادينا فتطارت الخيلان من أول النهار ثم انصرفوا وانصرفنا حتى إذا صلينا الظهر خرجنا فاقتتلنا ثم هزمناهم قال ونزل عبد الله بن حملة فأخذ ينادى أصحابه الكرة بعد الفرة يا أهل السمع والطاعة فحمل عليه عبد الله بن قراد الخثعمي فقتله وحوينا عسكرهم وما فيه وأتى يزيد بن أنس بثلثمائة أسير وهو في السوق فأخذ يومئ بيده أن اضربوا أعناقهم فقتلوا من عند آخرهم وقال يزيد
(٥١٦)